بدأت النمسا أمس سحب عناصرها في «القوة الدولية لفك الاشتباك» (أندوف) بين سورية وإسرائيل في هضبة الجولان السورية المحتلة، بعد تمدد أعمال العنف الجارية في سورية إلى هذا القطاع. وبعد نحو أسبوع من اشتباكات بين القوات النظامية السورية والمقاتلين المعارضين عند معبر القنيطرة الحدودي، عبرت أمس مجموعة أولى من عشرين جندياً نمسوياً، عملاً بقرار فيينا سحب كتيبتها المؤلفة من 378 جندياً عاملين في «أندوف» التي تضم نحو ألف جندي. وتتولى هذه القوة مراقبة اتفاق فك الاشتباك الموقع بين سورية وإسرائيل منذ 1974، وتنتشر في منطقة منزوعة السلاح في هضبة الجولان الذي تحتل إسرائيل منذ 1967 نحو 1200 كلم مربع منها، وضمت هذه الأجزاء إليها في عام 1981 في خطوة لم تلق اعتراف المجتمع الدولي. وما زالت سورية تسيطر على نحو 510 كيلومترات مربعة من الجولان. وأعلنت النمسا في السادس من الشهر الجاري عزمها على سحب كتيبتها من الهضبة بسبب تصاعد النزاع السوري وتزايد أعمال العنف في الجولان. وقال وزير الدفاع النمسوي جيرالد كلوغ إن سحب الكتيبة سيستغرق «ما بين أسبوعين وأربعة أسابيع». وكان مسؤول كبير في الحكومة الإسرائيلية أفاد ل «فرانس برس» أول من أمس أن «غالبية الجنود النمسويين سيبقون في المنطقة إلى أن تجد الأممالمتحدة بلداً يوافق على إرسال قوات تحل محلهم في هذه القوة»، في خطوة يخشى أن تقدم عليها تباعاً دول أخرى. وعرض الرئيس الروسي فلاديمير بوتين الذي تعد بلاده أبرز الحلفاء الدوليين لنظام الرئيس السوري بشار الأسد، نشر قوات روسية، في خطوة رفضتها الأممالمتحدة كون اتفاقات فض الاشتباك لا تسمح للدول الخمس في مجلس الأمن بالمشاركة في القوة الدولية. في غضون ذلك، قال الناطق الرسمي باسم الأمين العام للأمم المتحدة مارتن نسيركي إنه سيتم نشر 170 جندياً من فيجي ضمن قوام القوة الدولية أواخر الشهر الجاري». وأضاف في مؤتمر صحافي أن الجنود الفيجيون سيحلون «محل القوات الكرواتية المنسحبة من بعثة أندوف، أواخر حزيران (يونيو) الجاري».