استعار معهد اللباس في متحف «متروبوليتان» في نيوريورك عنوان الفيلم الهوليوودي «ديث بيكومز هير» لإطلاقه على معرض جديد مكرس لملابس الحداد. ويقام المعرض منذ الثلثاء في المعهد المحدث الذي بات يحمل اسم آنا وينتور رئيسة تحرير مجلة «فوغ» الأميركية النافذة جداً. يغوص المعرض الصغير الذي يستمر حتى الأول من شباط (فبراير) المقبل، في العلاقة بين الحداد والموضة بدءاً بالفستان المصنوع من قماش التافتا الذي ارتدته ملكة إنكلترا فيكتوريا (1837 - 1901) الى الفساتين الفرنسية البراقة التي كانت تحبها زوجة ابنها الملكة ألكسندرا. وعبر عشرات الفساتين والحلي والقبعات والإكسسوارات والصحف القديمة، يستعيد المعرض مرحلة كان ينبغي على الأوروبيات والأميركيات التقيد خلالها بمعايير صارمة جداً في ما يخص الحداد. إلا أن الصورة ليست بقاتمة كلياً، فمعرض «ديث بيكومز هير: قرن من ملابس الحداد» يتناول أيضاً الطلة المهيبة لأرملة شابة متحررة من واجبات الزواج والتي تثير تالياً اهتمام رجال آخرين. وجاء في كتاب أميركي حول اللياقات نشر في العام 1855 وموجود في المعرض: «الأسود جذاب والأرامل الشابات الجميلات والمكتنزات ببسمتهن ونظرتهن اللعوبة تحت الوشاح الأسود جذابات جداً». نشيد الموتى لغابرييل فوريه يرافق الزائر، المدعو أيضاً إلى اكتشاف مقاطع من دفاتر يوميات حميمة لنساء ومجلات وكتب تعود الى تلك الفترة التي تظهر وتختفي على الجدران كالأشباح. وتقول مساعدة مفوض المعرض جيسيكا ريغان: «كانت تلك طريقة للتعبير عن تأثر النساء، وكن يشعرن فعلاً بأن ملابس الحداد تعكس حزنهن الداخلي». بعضهن الآخر كان يشكو من الرتابة أو من كلفة مجموعة الملابس السوداء التي يمكن التخلي عنها تدريجاً لارتداء الرمادي والبنفسجي الغامق مع مرور الوقت. وكان يمكن المرأة بعد مرور فترة أن ترتدي قماش الساتان الغني والتافتا والمخمل، إلا أن هذه الأقمشة كانت تعتبر فاخرة جداً خلال فترة الحداد الأولى. ولا يكتمل المعرض من دون فستان يعود إلى العام 1894 أو 1895 ارتدته الملكة فيكتوريا، وهي أشهر أرامل القرن التاسع عشر والتي ارتدت ملابس الحداد لمدة أربعين عاماً بعد وفاة زوجها. إلا أن أجمل هذه الفساتين كانت تلك التي ارتدتها زوجة ابنها الملكة ألكسندرا والمصنوعة من الحرير البنفسجي والأسود البراق والتي صممت العام 1902 وارتدتها في السنة التي تلت وفاة الملكة فيكتوريا. والمعرض منظم بحسب التسلسل الزمني مع فساتين من الحقبة الممتدة بين عامي 1815 و1915. وغالبية المعروضات مصدرها معهد اللباس. وثمة فستانان مصدرهما إسكتلندا وقد أعارهما متحف «فيكتوريا وألبرت ميوزيوم» في لندن. والحداد الأميركي منسوخ بشكل كبير عن الحداد في إنكلترا التي كانت تتبع ما كان معمولا به في الديوان الملكي. وكانت فترة الحداد تستمر سنتين على الزوج وسنة على أحد الوالدين وستة أشهر على شقيق أو شقيقة.