تحوّلت المناظرة الثالثة والأخيرة بين المرشحين الثمانية لانتخابات الرئاسة الإيرانية المقررة في 14 الشهر الجاري، سجالاً ساخناً حول الملف النووي و «إقصاء» الإصلاحيين عن شؤون البلاد. وشدد علي أكبر ولايتي على ضرورة «المقاومة المرافقة للحكمة، ومواجهة الغطرسة الأميركية»، فيما اعتبر حسن روحاني أن «السياسة الخارجية انعكاس لما يجري في الداخل»، مضيفاً أن الاستقرار يوجب «عدم تهميش من يختلف معنا في الأفكار». أما محسن رضائي فرأى أن «الشعب الإيراني ملّ الصراعات بين الأحزاب والتيارات»، مشيراً إلى وجوب «تحسين علاقاتنا مع الدول الإقليمية وتعزيز علاقاتنا مع العالم». واعتبر محمد باقر قاليباف أن «السياسة الخارجية تؤدي دوراً مصيرياً في الأوضاع الداخلية للبلاد»، مؤكداً أن «إيران نجحت في إجبار أميركا على تغيير سياستها الإقليمية». ونبّه سعيد جليلي إلى أن «الثورة ترفض سياسة المحاور وتنتهج سياسة مستقلة»، مضيفاً: «يجب أن تبتعد سياستنا الخارجية عن الأزمات». أما غلام علي حداد عادل فاعتبر أن «إيران حققت، بمنطقها، نجاحات باهرة» في سياستها الخارجية، وأضاف: «بوحدتنا يمكننا أن نتكلم مع الأعداء بمنطق القوة. أميركا ستتحاور معنا عندما تدرك أننا لن نتنازل عن أهدافنا». لكن محسن رضائي اتهم حداد عادل ب «التحدث من منطلق شعارات لا يمكن تسوية مشاكل البلاد بها»، وسأله: «هل تعني أن علينا أن نقاوم (في الملف النووي) ونبقي الشعب جائعاً؟»، وزاد: «على المقاومة أن تعالج ارتفاع الأسعار وتخفض التضخم، ويجب الاهتمام بالاقتصاد لنتكلم بقوة مع الغرب». وتحدث رضائي عن «إفراط وتفريط خلال إدارة روحاني وجليلي للمجلس الأعلى للأمن القومي»، قائلاً: «ما كان يجب كل ذاك التراجع في الملف النووي، درءاً لحرب». لكن روحاني حض الجميع على «السعي إلى إعادة الملف النووي إلى مساره الطبيعي»، أي من مجلس الأمن إلى الوكالة الدولية للطاقة الذرية، مذكراً بأن المدير العام السابق للوكالة محمد البرادعي «ذكر في كتابه أن الحرب كانت على أبواب إيران، لكنها أوقفتها» خلال قيادة روحاني المجلس الأعلى للأمن القومي. وانتقد جليلي تصريحات روحاني، لافتاً إلى أن «البرادعي ذكر في كتابه أن الدول الثلاث (فرنسا وبريطانيا وألمانيا) تعاملت بتكبّر مع إيران»، معتبراً أن «إيران أبعدت خطر الحرب عندما دعت الغرب إلى حوار». سجال حاد وخاض المرشحون سجالاً حاداً حول السياسة الداخلية والصراع بين الإصلاحيين والمحافظين، إذ ذكّر محمد رضا عارف بأن «التيار الإصلاحي أصيل في الثورة»، مضيفاً: «علينا درس وتحليل ما حصل قبل انتخابات الرئاسة الأخيرة وبعدها، لتفادي تكراره. علينا الابتعاد عن الماضي والتطلع إلى المستقبل والتكاتف لتشكيل حكومة قوية لتسوية مشكلات البلاد». وذكّر ب «أن الرئيس الإصلاحي السابق محمد خاتمي «استفاد من وزير في حكومته لم يصوّت له في الانتخابات، ومن وزير نافسه في الاقتراع»، وزاد: «لا أدافع عن كلّ ما فعله الإصلاحيون، ولكن سأعتمد نهجهم». وأضاف: «أثبتت تجربة السنوات السابقة أنه لا يمكن لتيار واحد إدارة البلاد. التيار الأصولي سيطر على السلطات الثلاث وأقصى كل الإصلاحيين. يجب الامتناع عن تسليم المسؤولية لمن ارتكب أخطاء». وخاطب قاليباف روحاني في إشارة إلى قمع احتجاجات طالبية خلال عهد خاتمي، قائلاً: «طلبتُ السماح للطلاب بالتجمّع، وفق القانون، ولكنك رفضت». وردّ روحاني: «رفضتُ السماح بتجمّع الطلاب، خشية اعتقالهم». وخاطب قاليباف، قائلاً: «أردتَ السماح للطلاب بالتظاهر، لقمعهم». أما ولايتي فذكّر عارف بأن «الحكومة الإصلاحية أيضاً أقصت كل الأصوليين عن السلطة»، فيما قال حداد عادل إن «الحكومة الإصلاحية كانت تعتقد بوجوب إبعاد كل مَنْ لم يصوّت لخاتمي، وتعاملت بفئوية وأبعدت الكفاءات». لكن رضائي رأى أن «الإدارتين الإصلاحية والأصولية لا تلبيان متطلبات» الشعب.