تدخل زعيم تنظيم «القاعدة» أيمن الظواهري في الخلاف القائم بين جناحي التنظيم في كل من سورية والعراق وطلب منهما وقف الجدال، وفق ما ذكرت قناة «الجزيرة» القطرية. وكان تنظيم «دولة العراق الإسلامية» أعلن في نيسان (أبريل) أنه اتحد مع «جبهة النصرة» التي تقاتل ضد الرئيس السوري بشار الأسد. وأزعج هذا الإعلان الجبهة، التي أكدت ولاءها للظواهري، لكنها قالت إنه لم يتم إبلاغها بأي اندماج. وكان قادة «النصرة»، وإدراكاً منهم بأن عدداً كبيراً من السوريين قد انضم إلى الجبهة نتيجة ثقلها العسكري لا لأسباب عقائدية، سعوا للحد بشدة من استخدام أساليب، منها الهجمات العشوائية على المدنيين والحملات التي يقوم بها إسلاميون والتي كانت أبعدت كثيراً من العراقيين عن جناح «القاعدة» في العراق خلال القتال ضد القوات الغربية بقيادة الولاياتالمتحدة العام 2003. وطبقا لرسالة نسبت إلى الظواهري ونشرت على موقع الجزيرة على الإنترنت، ألغى زعيم «القاعدة» الاندماج الذي أعلن عنه أبو بكر البغدادي، وقال «تلغى دولة العراق والشام الإسلامية ويستمر العمل باسم دولة العراق الإسلامية. جبهة النصرة لأهل الشام فرع مستقل لجماعة قاعدة الجهاد يتبع القيادة العامة». وأضاف «الولاية المكانية لدولة العراق الإسلامية هي العراق. والولاية المكانية لجبهة النصرة لأهل الشام هي سورية». وحض الظواهري الجانبين على وقف هذا الجدال، وقال: «ألزم جميع إخواني في جماعة قاعدة الجهاد وأطلب من كل إخواني المسلمين والمجاهدين أن يتوقفوا عن الجدال في هذا الخلاف». وقال أيضاً إن البغدادي وزعيم جبهة النصرة أبو محمد الجولاني سيستمران في قيادة الجناحين لمدة عام إلى أن تبت في الأمر القيادة العامة. وزاد نفوذ «جبهة النصرة» أوائل العام الماضي حين أعلنت المسؤولية عن عدد من التفجيرات القوية في العاصمة دمشق ومدينة حلب في شمال سورية. ومنذ ذلك الحين وسعت عملياتها على مستوى البلاد كلها وانضم إليها مقاتلون رأوا أنها الأكثر فاعلية في قتال قوات الأسد، وقامت بدور بارز في السيطرة على أراض في شمال سورية وجنوبها وشرقها. وعادت «دولة العراق الإسلامية» التي تعرضت لانتكاسات قبل انسحاب القوات الأميركية نهاية 2011 مجدداً إلى تنفيذ تفجيرات انتحارية وهجمات منسقة هذا العام بينها كمين قتل فيه 48 جندياً سورياً فروا عبر الحدود. وصرح مسؤولو أمن عراقيون بأن المتشددين استأنفوا منذ العام الماضي نشاطهم في منطقة صحراوية في غرب العراق متاخمة لسورية حيث توجد روابط قوية بين القبائل السنية عبر الحدود.