كشف «المرصد السوري لحقوق الإنسان» أمس، أن «الهيئة الشرعية التابعة للدولة الإسلامية في العراق والشام» المنضوية في إطار تنظيم «القاعدة»، مسؤولة عن قتل بائع القهوة الفتى محمد قطاع في أحد أحياء حلب في شمال البلاد، فيما دان «الائتلاف الوطني السوري» المعارض أمس «أي فعل يخالف قيم الشعب السوري»، ملوحاً بمحاكمة أي متورط في «جريمة حرب». وقال «المرصد السوري» في رسالة إلكترونية تسلمها مكتب «الحياة» في لندن، إنه «تحفظ على نشر اسم الجهة التي ارتكبت جريمة قتل الطفل قطاع (15 سنة) لفسح المجال أمام فتح تحقيق بالموضوع، وفي انتظار أن يتم اعتقال القتلة، لكن هذا الأمر لم يحصل، وبناء عليه، فقد قرر المرصد ذكر الجهة التي نفذت عملية القتل، وهم عناصر مما يسمى «الهيئة الشرعية التابعة للدولة الإسلامية في العراق والشام»، وهذه الهيئة لا تمت بصلة إلى الهيئة الشرعية أو مجلس القضاء الموحد الموجودين في حلب». وكان «المرصد السوري» كشف أول من أمس عن إقدام عناصر من كتيبة إسلامية يتحدثون اللغة العربية الفصحى على اعتقال الفتى بعدما اتهموه بالكفر والتلفظ بعبارات فسروها على أنها مسيئة للنبي محمد صلى الله عليه وسلم، الأمر الذي أثار جدلاً في أوساط نشطاء ومعارضين، إلى حد اتهام «المرصد» بأنه «يخدم النظام». لكن مديره رامي عبد الرحمن رد بنشر صورة الفتى وصورة عربة بيع القهوة التي كان يعمل عليها. وزاد «المرصد» أمس أن «مركزاً أمنياً تابعاً للهيئة الشرعية موجود في المنطقة، وقال الأهالي إن عناصر المركز لم يتحركوا لوقف عملية القتل»، مضيفاً: «لم ولن نقبل بالتعامي أو غض النظر عن أي انتهاك يُرتكب بحق الشعب السوري أياً كانت الجهة التي ارتكبته». وأجرى «مركز حلب الإعلامي» مقابلة مع والدي الفتى، وقال الأب إنه كان يصلي عندما قالت له زوجته إن ولدهما قتل، مشيراً إلى أن السبب هو رفض الفتى بيع أحد الزبائن من دون أن يدفع، قائلاً: «لو بينزل النبي لا أبيع بالدين». وزاد الأب: «سمعه ثلاثة مقاتلين، وعندها سألوه أن يستغفر الله ويصلي على النبي، فقال إنه لا يقصد، وإنها عبارة لغو عندنا، لكنهم أخذوه وعادوا بعد فترة وأطلقوا عليه ثلاث رصاصات»، مشيراً إلى أن أحداً لم يتدخل، لاعتقاد الجميع أنه لن يقتل. وقالت الأم إن «القتلة داسوا على يده وهو مطروح أرضاً وينزف، ثم غادروا المكان». في المقابل، أصدر «الائتلاف» أمس بياناً جاء فيه أنه على رغم «الغموض الذي شاب خبر إعدام كتائب إسلامية متشددة صبياً في حي الشعار في حلب، فإنه في حال ثبتت صحته، يشكل جريمة ضد الإنسانية وانتهاكاً صارخاً لحقوق الإنسان». وزاد: «نؤكد استنكار كل فعل يخالف قيم الشعب السوري ومبادئ الجيش الحر والمثل العليا للثورة السورية، ويتوقع من كل من ينخرط في ثورة السوريين أن يتخلق بتلك المثل والمبادئ، ويشدد على أن أي خرق للعهود والمواثيق الدولية وأي جرائم حرب ستخضع للمحاكمة أمام قضاء عادل أياً كانت الجهة التي تقف وراءه». وأضاف أن «الجيش الحر جيش وطني بامتياز وانطلاقته جاءت دفاعاً عن المدنيين، ومن أجل تخليص الشعب السوري من عقلية الانتقام والإجرام». لمشاهدة الفيديو إضغط على الرابط التالي: http://www.youtube.com/watch?v=x2kKnAQbcxk