أعلن الجيشان الأردني والأميركي أمس انطلاق مناورات «الأسد المتأهب» بمشاركة 19 دولة، في وقت أكدت عمان أن لا علاقة للمناورات بما تشهده سورية جارتها الشمالية. وقال مدير التمرين والتدريب لدى القيادة المركزية الأميركية اللواء روبرت كتلانوتي خلال مؤتمر صحافي نظم في مركز الملك عبدالله لتدريب القوات الخاصة في عمان: «بدأنا اليوم (أمس) تطبيق مهارات على سيناريو حرب غير تقيلدية تستمر نحو أسبوعين، ينخرط فيها قرابة 8 آلاف جندي يمثلون دولهم المشاركة». وأضاف المناورات «تمثل أضخم تمرينات عسكرية تجرى في المنطقة»، موضحاً أنها تتضمن التعامل مع الحرب الكيماوية وشن غارات على مواقع تتبع «الجماعات الإرهابية»، إضافة إلى التنسيق والتعامل مع قضايا اللاجئين واعتراض السفن. وقال اللواء كتلانوتي إن قوات برية «ستساند طائرات مجنحة وعمودية، لتأمين منصات الإسناد الجوي وخدمات العبور والنقل». ويشارك في المناورات الولاياتالمتحدة وبريطانيا وفرنسا وأستراليا وإيطاليا وإسبانيا ورومانيا وأوكرانيا إلى جانب الأردن والسعودية وقطر والإمارات والبحرين والعراق والكويت ومصر ولبنان وباكستان وبروناي. وأكد رئيس لجنة العمليات والتدريب المشترك الأردني اللواء الركن عوني العدوان أنه سيتم التدرب على التعامل مع خطر الأسلحة الكيماوية، وطرق الإحاطة بتأثيراتها المتوقعة في المدنيين والعسكريين. وقال «لا علاقة لهذه المناورات بما يجري لدى الجارة الشمالية سورية، أو ما يحدث لدى أي دولة في العالم». وأوضح اللواء العدواني، الذي يرأس المناورات، انها ستكون داخل مناطق مخصصة وسط وجنوب المملكة بعيداً من الحدود الأردنية - السورية. لكنه رد على تحذيرات أوردها مسؤولون سوريون من أن بلادهم قد تستخدم الصواريخ ضد بطاريات «باتريوت» التي ينتظر نشرها لدى المملكة بمحاذاة حدود البلدين، قائلاً إن الأردن «يمتلك القدرة الكافية لحماية أراضيه من أي تهديد خارجي». ولم يحدد العدوان أماكن نصب البطاريات التي سيتم استخدامها أيضاً أثناء المناورات، مكتفياً بالقول إنه سيتم نصبها «داخل مواقع مناسبة تخدم الأهداف المرجوة». وقال وزير الدولة لشؤون الإعلام والاتصال، الناطق باسم الحكومة محمد المومني ل «الحياة» إن عمان «ستقيّم احتياجاتها الدفاعية من أسلحة المناورات المذكورة، وستطالب الولاياتالمتحدة الإبقاء على جزء منها داخل الأراضي الأردنية». وأشار إلى أن رئيس الوزراء الأردني عبدالله النسور عبر عن رغبة الأردن في نشر بطاريات «باتريوت» على أراضيه، بغرض زيادة قدراته الدفاعية وتحسينها. وتعتبر موسكو الداعمة لنظام الرئيس بشار الأسد أن نشر الباتريوت على حدود الأردن وسورية أمر مثير للجدل، لاعتقادها أن الولاياتالمتحدة وحلفاءها يمكنهم استخدام البطاريات لفرض منطقة حظر جوي فوق الأراضي السورية، ما يؤذن بأول تدخل عسكري مباشر. وثمة من يربط بين تدريبات «الأسد المتأهب» والأزمات التي تشهدها المنطقة، بينما تشير تسريبات أمريكية - أردنية إلى ربط وثيق بينها وبين الاضطرابات الجارية حالياً في سورية، مؤكدة أن بعض القوات المشاركة تسعى لتأمين حدود الأردن. وبرأي الخبير العسكري والاستراتيجي اللواء المتقاعد موسى الحديد، إن الوضع السوري والتوتر الغربي مع إيران «حاضران بقوة في مثل هذه المناورات». وقال ل «الحياة» إن مهاجمة سورية «ليست أمراً هيناً، لكنها قد تكون ضمن أهداف الولاياتالمتحدة أثناء المناورات». ونقلت وسائل إعلام أميركية خلال الأيام الماضية عن مصادر عسكرية في واشنطن، أن هناك تدريبات خاصة ستجرى بين الجيشين الأميركي والأردني، إضافة لتدريبات مع بقية القوات المشاركة. وأبرز ما نقلته هذه الوسائل، أن المناورات ستشهد تدريب قوات أردنية على كيفية التدخل لحماية أماكن أسلحة كيماوية داخل سورية في حال انفلات الأوضاع هناك.