وعد الرئيس الأميركي باراك اوباما ونظيره الصيني شي جينبينغ، في اليوم الأول من قمتهما غير الرسمية في مجمع «ساني لاندز» برانشو ميراج في ولاية كاليفورنيا، بالعمل لإرساء «نموذج جديد» في العلاقات بين بلديهما، فيما لم تظهر مؤشرات الى معالجتهما ملف الأمن المعلوماتي، والذي اثاره كشف واشنطن اخيراً سرقة قراصنة في الصين معطيات رقمية اميركية. وبعد لقاء تجاوز ساعتين، وتجنب فيه الرئيسان اللياقات الرسمية، قال اوباما في مؤتمر صحافي مقتضب «نحن متفقان على اهمية اجراء محادثات متواصلة وصريحة وبناءة لترسيخ علاقاتنا في السنوات المقبلة، لأننا نرى ان التعاون لا الصراع يزيد امكان تحقيق تطلعات الشعبين الأميركي والصيني الى الرخاء والأمن». وطالب اوباما بتوازن بين المنافسة والتعاون بين واشنطنوبكين للتغلب على التحديات التي تفرقهما، مشدداً على اهمية العلاقات الجيدة «للعالم كله». ورد شي قائلاً «نلتقي لوضع نموذج لمستقبل العلاقات الأميركية - الصينية»، مذكّراً بالتقارب خلال عهد الرئيس السابق ريتشارد نيكسون في سبعينات القرن العشرين، بعد سنوات من العداء. ودعا الرئيس الصيني اوباما الى قمة في بكين، مماثلة للقائهما في كاليفورنيا. وأوضح اوباما انه اتفق مع شي على اهمية تحسين العلاقات العسكرية، بعدما منع غياب الثقة وضعف الاتصالات تحقيق تقدم في هذا المجال. ويتوقع ان يبدي شي عدم ارتياح بلاده الى الوجود العسكري الأكبر للولايات المتحدة في المحيط الهادئ، والذي تعتبره بكين محاولة لعرقلة توسعها اقتصادياً وسياسياً. وفي ظل حساسية ملف الأمن الالكتروني بين القوتين العظميين، حافظ اوباما على لهجة ديبلوماسية متمنياً «التوصل الى تفاهم دائم حول امن المعلوماتية، يلحظ احترام قوانين اللعبة المشتركة في مجال غير مستكشف على صعيد المعايير الدولية». في المقابل، أقرّ الرئيس الصيني بأن ظاهرة التسلل الالكتروني «تمثل مشكلة»، مستدركاً بأن بلاده كانت ايضاً «ضحية الهجمات المعلوماتية». واكتفى بالتحدث عن «سوء تفاهم» حين سئل عن مسؤولية بلاده عن هجمات رقمية في الولاياتالمتحدة. وفيما تجمّع مئات من المتظاهرين المناهضين لشي في مكان قريب من «ساني لاندز»، صرح أوباما بأن «احترام حقوق الانسان في الصين مفتاح النجاح والازدهار والعدالة».