عقد الرئيس الأميركي باراك اوباما مع نظيره الصيني شي جينبينغ قمة غير رسمية في كاليفورنيا (غرب) أمس، بأمل ارساء أسس علاقات ثقة مع الصين للسنوات المقبلة، في وقت دعت أسر معتقلين ومدافعين عن حقوق الانسان اوباما الى الضغط على الصين للإفراج عن 16 سجيناً اوقفوا «في شكل تعسفي». وقال شين غوانغشينغ، المدافع عن حقوق الانسان والمحامي العصامي الاعمى الذي فر من الاقامة الجبرية ولجأ الى السفارة الاميركية في بكين: «ليست القمة مخصصة فقط لنسج صداقة شخصية بين الرئيسين، ويجب ان يكون هدفهما اقامة مجتمع أكثر عدلاً». وأضاف: «على الرئيس اوباما ان يتخلى عن الديبلوماسية التي تركز على الاعمال التجارية، ويتبنى ديبلوماسية تركز على حقوق الانسان». ويتوقع ان يناقش اوباما وشي في مجمع «رانشو ميراج» (160 كلم شرق لوس انجليس) مجموعة من الملفات الجيو - سياسية المهمة، مثل ازمة البرنامج النووي لكوريا الشمالية والخلافات الحدودية مع حلفاء واشنطن، وإعادة الانتشار الديبلوماسي والعسكري الاميركي في منطقة آسيا - المحيط الهادئ وملفات اقتصادية مثل الخلافات التجارية وسعر صرف اليوان، والأمن الالكتروني. ويركز البيت الابيض، بعد ثلاثة اشهر على تولي شي السلطة في الصين، على النتائج البعيدة المدى للزيارة على صعيد العلاقات بين اكبر اقتصادين في العالم، اكثر من المكاسب الفورية. وسبق ان التقى أوباما وشي في واشنطن مطلع 2012، حين تولى الرئيس الصيني منصب نائب الرئيس. ولم يكن من المقرر ان يجتمعا قبل قمة مجموعة العشرين في روسيا في ايلول (سبتمبر) المقبل، لكن الجانبين اعتبرا من المفيد عقد قمة قبل هذا الموعد «لاستعراض برنامج عمل اوسع». وصرح مصدر اميركي بأن «اوباما يريد انشاء علاقة يستطيع الاعتماد عليها في شكل كبير خلال السنوات المقبلة»، علماً ان الجانب الصيني، المعروف بتعلقه بالبروتوكول، لم يشترط اجراء زيارة رسمية. وشدد مسؤولون أميركيون على ان الرئيس الصيني الجديد يبدو أكثر مرونة من اسلافه، خصوصاً هو جينتاو الذي عرف بعدم خروجه عن «العبارات» الرسمية. وفرض موضوع الأمن الالكتروني نفسه حديثاً على جدول الاعمال، اذ اتهمت واشنطن قراصنة يعملون انطلاقاً من الصين بتنفيذ عمليات سرقة على نطاق واسع لبيانات حكومية وخاصة. وحض مسؤولون في قطاع الصناعة الاميركي اوباما على اتخاذ موقف صارم امام نظيره في هذا الشأن. وتنفي بكين وقوفها وراء القرصنة الالكترونية التي تقول انها تستهدفها ايضاً. ويترقب الجميع تصريحات الرئيسين حول كوريا الشمالية التي يبدو انها صرفت النظر عن تهديداتها بالحرب ضد كوريا الجنوبية وواشنطن، علماً ان هذا التغيير تزامن مع امتعاض بكين من حليفها الشيوعي. ويتوقع تنظيم تظاهرات معادية للرئيس الصيني في «رانشو ميراج»، رغم ان الحرارة ستناهز 45 درجة مئوية في الظل.