لم تستعد إدارة باراك أوباما لانتخابات نصفية بهذه السخونة وراهنت على معدلات البطالة المنخفضة وأرقام النمو لابقاء الديموقراطيين أكثرية في مجلس الشيوخ في الانتخابات النصفية التي ستجري بعد نحو أسبوعين. لكن هذه الحسابات تواجه صعوبات بسبب تهديدات تنظيم «الدولة الاسلامية» (داعش) مطلع الصيف، وشبح فيروس «إيبولا»، ما ينذر بخسارة الديموقراطيين للغالبية في مجلسي الكونغرس وتقويض السنتين الاخيرتين لباراك اوباما في الحكم. وسيطرة الديموقراطيين على مجلس الشيوخ، التي استمرت عقداً كاملاً، على وشك التلاشي في 4 تشرين الثاني (نوفمبر) مع ارتفاع حظوظ خصومهم الجمهوريين في انتزاع المقاعد الستة المطلوبة لحصد الغالبية في مجلس الشيوخ والحفاظ على الغالبية في مجلس النواب. فرص الجمهوريين تتوقعها «واشنطن بوست» بمعدل 93 في المئة فيما تخفضها «نيويورك تايمز» الى 68 في المئة. وتشير استطلاعات الرأي في الولايات الحاسمة الى معارك ضارية وأرقام قريبة بين الحزبين في كولورادو وكارولينا الشمالية وأركنسو، مع انفاق الحزبين ملايين الدولارات في الأسابيع الأخيرة لتغيير مجرى السباق. ودخل فيروس إيبولا كلاعب متأخر في الحملة الانتخابية، وكعامل مؤثر لصالح الجمهوريين اليوم وسط الدعوات من مرشحيهم لاغلاق الحدود والحد من استقبال المسافرين من الدول الافريقية. وأشار استطلاع أعدته صحيفة «بوليتيكو» ان 22 في المئة فقط من الأميركيين لديهم «ثقة قوية» بقدرة إدارة اوباما على مواجهة خطر إيبولا و39 في المئة لديهم «بعض الثقة» ولا يعول 21 في المئة على الحكومة الاميركية و12 في المئة لا يثقون بقدرات الادارة. وحاول المرشحون الجمهوريون توظيف هذه الأرقام لربط أداء اوباما والمخاوف من إيبولا بمصير الديموقراطيين، ودعا النائب داريل عيسى الى جلسات استماع حول الفيروس بعد اكتشاف حالتين، فيما أكد المرشح في كارولينا الشمالية توم تيليس انه يجب «منع السفر موقتاً». وتصب تحضيرات الادارة الاميركية وخطابها الخارجي خصوصاً في الملف الإيراني، في خانة تهدئة المخاوف الخارجية من انعكاسات اي خسارة الكونغرس على المفاوضات مع ايران حول الملف النووي التي دخلت الأسابيع الخمس الاخيرة. وقال مسؤولون أميركيون ل»نيويورك تايمز» ان أوباما لن يلجأ الى الكونغرس للتصويت على اي اتفاق كونها «ليست معاهدة» وان رفع العقوبات يمكن ان يتم بقرار رئاسي ومن دون موافقة الكونغرس. وتعيق هذه التصريحات عملياً مشاريع قوانين في الكونغرس قد تُلزم الادارة بالعودة الى النواب للتصويت على اي اتفاق مع ايران وعرقلة اي عملية لرفع العقوبات من دون موافقة مجلسي الشيوخ والنواب. ويحق لأوباما في حال تمرير هذه التشريعات استخدام الفيتو الرئاسي وعدم تطبيق العقوبات على ايران بأمر تنفيذي. وبدأ الحديث ايضاً عن تغييرات مرتقبة في الفريق الرئاسي الاميركي بعد انتخابات الكونغرس وفي سيناريو يُعيد تجربة جورج دبليو بوش في 2006 وتغييره يومها وزير الدفاع دونالد رامسفيلد ومدير فريقه في البيت الأبيض. ولفتت «واشنطن بوست» الى ان التغييرات قد تطاول مقربين من اوباما بينهم مستشاره دنيس ماكدونو والمسؤول الإعلامي بن رودس واستحضار وجوه اكثر خبرة في الشرق الأوسط وعلى نمط الجنرال جون آلن الذي يدير الحملة على «داعش». كما يتنافس كل من المستشار الرئاسي توني بلينكن وكبيرة المفاوضين مع ايران ويندي شيرمان على تولي حقيبة نائب وزير الخارجية بعد تقاعد وليام بيرنز نهاية الشهر. وسترسم نتائج انتخابات الكونغرس شكل السنتين الاخيرتين لحكم أوباما وخطوط الولاية الثانية قد تحوله بطة عرجاء في حال فوز الجمهوريين والفشل في التفاوض معهم، او فرض تحول جذري في ادارته يستفيد من التغييرات في الكونغرس.