لندن - رويترز - توالت الإدانات في فرنسا من أقصى اليسار إلى أقصى اليمين، ومن أصغر مسؤول إلى الرئيس فرنسوا هولاند، لاعتداء عناصر يعتقد بأنهم من جماعة «سكين هيدز» (حليقي الرؤوس) بالضرب على الشاب كليمان ميريك (19 سنة) في باريس، ما جعله يدخل في غيبوبة وفي صراع مع الموت. ندد الجميع بالحادث لكن الكل مسؤول بدرجة متفاوتة عن الحادث المأسوي الذي استهدف شاباً لامعاً كونه طالباً في كلية العلوم الاجتماعية المرموقة التي تخرج النخب التي تتوزع على الإدارات الفرنسية والمؤسسات الإنتاجية الكبرى. فالأجواء التي تسود فرنسا منذ مدة توحي بانفلات القيود والضوابط التي فرضت سابقاً على اليمين المتطرف، ومنح جماعاته الأكثر تشدداً وعدائية فسحة أكبر للتحرك والبروز، وبينها «سكين هيدز» الذين يمثلون النازيين جدد. وسبق الاعتداء على ميريك الذي ينتمي إلى اليسار المتطرف مواجهات عنيفة ومتكررة استهدفت رجال الأمن، على هامش تظاهرات مناهضة للقانون الخاص بزواج المثليين، وأدت إلى اعتقالات وسقوط جرحى. لكن ظاهرة التحول إلى العنف الفردي أو الجماعي لا تقتصر على أقصى اليمين، وفقاً لأحداث شهدتها باريس أخيراً، وأهمها اعتداء مجهولين على جندي فرنسي، وعمليات النهب والتعرض لممتلكات خاصة وعامة واكبت الاحتفال بفوز فريق باريس سان جيرمان بلقب الدوري الفرنسي لكرة القدم. ولعل احد أسباب العنف تراجع السجال العام، وانزلاق أوساط سياسية إلى مواقف غير بعيدة عن مواقف اليمين المتطرف، ما ساهم في تذكية أحقاد متراكمة ومتعددة. وفيما نفت زعيمة «الجبهة الوطنية الفرنسية» (اليمين المتطرف) مارين لوبن صلة حزبها بالاعتداء، تطرح الحادثة مجدداً موضوع حظر الجماعات اليمينية المتطرفة أو حلها، ما يمكن ان يشكل علاجاً آنياً لا يقتلع جذور الخلل الذي تعاني منه فرنسا، والتي يبدو انها تحتاج الى عقد اجتماعي جديد وانتعاش اقتصادي يخفض الاحتقان السائد في مجتمعها. في بريطانيا، شب حريق في مسجد بمنطقة موزويل هيل شمال لندن تستخدمه الجالية الصومالية، في حادث يزيد المخاوف من رد فعل عنيف تجاه المسلمين بعد مقتل الجندي البريطاني لي ريغبي طعناً في حي وولويتش بلندن الشهر الماضي. وأعلنت الشرطة انها عثرت على جدار المسجد على حروف «ئي دي إل»، وهي اختصار لاسم «رابطة الدفاع الإنكليزية» اليمينية المتطرف التي نظمت احتجاجات في لندن ومناطق اخرى بعد مقتل الجندي. وكانت قنابل حارقة ألقيت على مسجد في غريمسباي (شمال شرق)، كما وردت تقارير عن هجمات مماثلة في الجنوب بعد مقتل ريغبي. وصرح فاروق مراد، الأمين العام لمجلس مسلمي بريطانيا بأنه «من المؤسف ان يتحمل المسلمون مسؤولية حادث قتل ريغبي، ويعانوا بهذه الطريقة».