يستعد المصريون لاستقبال شهر رمضان المبارك وسط تخوّف من الارتفاع المستمر في أسعار السلع الأساسية، ما يدفعهم للاستغناء عن الكثير من الأكلات التقليدية التي تتضمن مكسرات وحلويات بسبب المبالغة في أسعارها. ويعزو التجار الزيادة في الأسعار إلى ارتفاع سعر صرف الدولار ولعوامل الإنتاج والاستيراد. وأوضح نائب رئيس شعبة المواد الغذائية في غرفة تجارة القاهرة، عمرو عصفور، أن من المقرر بدء عرض الياميش (الفواكه المجففة والمكسرات) في السوق المحلية خلال فترة قريبة، لافتاً إلى البضائع تنقل حالياً من تجار الجملة إلى تجار التجزئة. وأشار إلى أن البلح المعروض في السوق المحلية أنتج في تشرين الأول (أكتوبر) من العام الماضي، لذا فإن التجار يجفّفونه ويعبئونه للموسم التالي، لافتاً إلى أن محصول البلح تراجع 30 في المئة بسبب التقلبات الجوية. وأوضح أن مصر تنتج 80 في المئة من استهلاكها من البلح سنوياً، وأن أسعاره ارتفعت من ثلاثة جنيهات إلى ستة للأنواع المنخفضة، بينما يصل سعره الأعلى إلى 30 جنيهاً (نحو أربعة دولارات) للكيلوغرام. ولفت إلى أن أسعار البلح المجفف ارتفعت 20 في المئة من سبعة جنيهات إلى تسعة العام الماضي، ليتراوح ما بين 10 إلى 12 جنيهاً للكيلوغرام المعروض من إنتاج هذا العام. وأكد عصفور أن مصر تستورد ما يقرب من 80 إلى 85 في المئة من الياميش من الخارج، مشيراً إلى أن القراصيا والمشمش والبلح المجفف لا يستورده التجار إلا قبل شهر رمضان بوقت قصير، لأنها من السلع السريعة التلف. وذكر أن سعر اللوز هذه السنة ارتفع 40 في المئة ليصل إلى 80 جنيهاً للكيلوغرام، بعد أن كان يتراوح من 50 و55 جنيهاً. وأشار إلى أن مصر تستورد 99 في المئة من قمر الدين من سورية، وقد ارتفعت أسعاره 30 في المئة بسبب الأحداث ويتراوح سعره من 10 إلى 14 جنيهاً. ولفت إلى أن أسعار البندق استقرت هذا العام من 50 إلى 58 جنيهاً للكيلو، بسبب استيراده من تركيا التي زاد إنتاجها منه. وأوضح أن أسعار الدولار لم تؤثر في استيراد الجوز من الولاياتالمتحدة، لأن الطلب عليه ليس كثيراً كبقية الأنواع، فاستقر سعره ما بين 80 و85 جنيهاً، بينما ارتفع سعر جوز الهند 10 في المئة عن العام الماضي ليتراوح ما بين 22 إلى 24 جنيهاً، بعد أن كان يتراوح من 18 إلى 20 جنيهاً ويستورد من فيتنام وسريلانكا. إلى ذلك، أكد أصحاب مطاعم الفول والطعمية وأصحاب العربات، تثبيت الأسعار خلال شهر رمضان لحماية محدودي الدخل، لافتين إلى أن هذا الإجراء جاء بناءً على رغبات البائعين مساهمة منهم مع المجتمع في الشهر الفضيل.