القاهرة (رويترز) - أطلق تجار التمر الذي يقبل المصريون على شرائه بكثرة قبل شهر رمضان أسماء جديدة هذا العام ترتبط كالعادة بالاحداث الجارية. وفي سوق بحي السيدة زينب في وسط القاهرة تحمل أنواع البلح أسماء مرتبطة بالثورة التي أطاحت بالرئيس المصري السابق حسني مبارك. من أفضل أنواع التمر هذا العام وأعلاها ثمن "بلح القوات المسلحة" تكريما لدور الجيش في مساعدة الثورة. ويباع في السوق أيضا "بلح ميدان التحرير" بعشرة جنيهات (1.7 دولار) للكيلوجرام. والى جواره يباع بلح "فلول النظام" الذي لا يزيد ثمنه على 2.5 جنيها (0.4 دولار) للكيلوجرام. وذكر تاجر في السوق يدعى أبو رحمة أن الأمر كله لا يزيد على محاولة لجذب انتباه وقال "بتلفت نظر الزبون يعني. يعني بلح فلول النظام. أردأ بلح في الفرشة حاطين عليه اثنين جنيه ونصف وكاتبين عليه فلول النظام. بلح القوات المسلحة مثلا. يعني درجات كده.. عشرة جنيه.. 12 جنيه.. بلح الثورة أغلى بلح عندي. بلح الثورة باثنى عشر جنيه (دولاران)." وشهد الاقتصاد المصري ركودا بعد الثورة وأثر ذلك بدرجة كبيرة على اقبال المستهلكين على الشراء قبل شهر رمضان. وذكر تاجر اخر في السوق يدعى عزت ان الاقبال ضعيف. وقال "أهه شايف انت السوق فاضي أهه. ح نعمل ايه. وبتاع ناس مرمي بألوفات.. يعني بتاع الناس مرمي بألوفات. مفيش سوق. تعمل ايه." ويباع في السواق أيضا "بلح شهداء يناير" بسعر 25 جنيها للكيلوجرام. وبدأت عادة اطلاق أسماء شخصيات سياسية على أنواع البلح المختلفة في أعقاب هجمات 11 سبتمبر أيلول في الولاياتالمتحدة. وفي ذلك الوقت أطلق اسم أسامة بن لادن على أحد أنواع التمر ثم اسم "صدام حسين" في عام لاحق ابان الغزو الذي قادته الولاياتالمتحدة للعراق. وظل أقل أنواع التمر جودة على مدى أعوام يحمل اسم رئيس الوزراء الاسبق أرييل شارون. ويفضل كثير من المسلمين الافطار على حبات من التمر اقتداء بسنة النبي محمد. ولكن تجار التمر والجوز والبندق والفستق وقمر الدين التي يطلق عليها اسم "الياميش" يؤكدون أن الاقبال ضعيف على الشراء هذا العام. وقال مصري يدعى جميل رضوان أثناء وجوده في سوق السيدة زينب "والله رمضان السنة دي ظروف الحياة المالية القاسية منعت الى حد كبير متعة الناس من رمضان من ناحية الياميش والى اخره. ليه.. لان الامكانية المادية غير متاحة. بالاضافة الى الاعباء بالنسبة الى اخواننا اللي هم محلاتهم معطلة نتيجة الاضرابات وخلافه فمفيش فرصة متاحة لعامة الشعب أنهم يستنشقوا نوع من حرية الاكل والشرب بتاع زمان."