لا شك في أن القدمين هما من أهم أعضاء الجسم، بل أن الصينيين يعتقدون أن لكل إنسان قلبين، واحداً يحمله بين ضلوعه وآخر يكمن في قدميه، من هنا اعتقادهم أنه إذا كانت راحة الإنسان تبدأ في قدميه فإن شيخوخته أيضاً تبدأ في المكان نفسه. والقدمان قد تكونان محطة لشكاوى كثيرة، من أشهرها سخونتهما وبرودتهما. والحرقة في القدمين، أو بالأحرى السخونة في باطنهما، شكوى شائعة ومزعجة للغاية ويعانيها كثيرون، وهي تكثر عادة لدى الأشخاص الذين اجتازوا عتبة الستين. وتكون الشكوى إما موقتة وإما دائمة، وهي تحدث لأسباب مختلفة تقع غالبيتها في خانة المجهول. وتندلع الشكوى من حرقة القدمين في شكل أكبر في فصل الصيف، أو بعد الانتهاء من ممارسة النشاطات الرياضية أو خلال فترة النوم. أما في شأن الأسباب المعروفة التي تسبب حرقة القدم فيمكن إجمالها كالآتي: - الداء السكري، وهو من الأسباب الشائعة لحرقة القدمين، ويقال إن حدوثها (الحرقة) يرجع إلى اعتلال في الشرايين الصغيرة أو في الأعصاب المحيطة في الطرفين السفليين. - ارتفاع شحوم الدم، وهي مسؤولة عن تصلب الأوعية الدموية وتضيقها وارتخاء الصمامات الموجودة فيها، ما يساهم في إخفاقها في قيامها بعملها كما يجب. - مرض النقرس، وهو يقود إلى تراكم بلورات حامض البول في مفاصل القدمين، خصوصاً في الإصبع الكبرى، فتثير البلورات المشار إليها التهاباً يتظاهر على شكل نوبة عنيفة من الألم والحرقة في المفصل. يشار هنا إلى أن مرض النقرس يضرب الرجال أكثر من النساء بأربعة أضعاف، وكثيراً ما يستيقظ المرض في منتصف الليل بشكل حاد وفجائي إلى درجة أنه يطيّر النوم من عيني صاحبه. - التدخين، وهو يضرب أكثر ما يضرب الشرايين الناعمة والأعصاب المحيطية التي تغذيها ما يسبب خللاً في سير الدم في الأوعية الطرفية هو المسؤول عن الشكوى من الحرقة في القدمين. - سن اليأس، وهو يسبب اضطرابات هرمونية تؤثر في الدورة الدموية في الطرفين السفليين. - فرط نشاط الغدة الدرقية. - انخفاض مستوى البوتاسيوم في الدم. - القلق والاكتئاب النفسي. - أمراض الكلى المزمنة. - الوقوف الطويل خصوصاً عند الذين يشكون من السمنة. - انتعال أحذية غير مناسبة. - استعمال جوارب مسببة للتهيجات والحساسية. - فرط التعرق في القدمين. - الإصابة الفطرية في القدمين. - دوالي الساقين. - التماس مع بعض المواد السامة. - التسمم ببعض المعادن الثقيلة، مثل الرصاص والزرنيخ والزئبق. - نقص الفيتامين ب. - المشروبات الكحولية. - تعاطي المخدرات. - مرض نقص المناعة المكتسب. - احتباس السوائل في الجسم. - متلازمة غيلان - باريه (مرض وراثي). - مرض احمرار الدم، أي زيادة الكريات الحمر فيه. - ارتفاع ضغط الدم. - انضغاط العصب المغذي لأخمص القدم. - إجهاد عضلات مشط القدم. كيف يمكن علاج حرقة القدمين؟ في شكل عام أن علاج الأسباب المعروفة للحرقة في القدمين يعطي غالباً نتيجة إيجابية في التخلص من الحرقة. لكن في الغالبية الكبرى من الحالات لا يمكن التوصل إلى السبب الحقيقي لها، وفي هذه الحالة ينصح بالآتي: 1- ارتداء الجوارب القطنية الصرفة وتجنب الجوارب التي تدخل فيها مواد صناعية. 2- انتعال الأحذية المناسبة والمريحة التي تؤمن المساحة الكافية والتهوية الجيدة للقدمين. 3- تجنب الوقوف الطويل على القدمين. 4- تفادي القيام بالأعمال التي تؤجج الحرقة في القدمين. 5- يمكن أن يفيد غطس القدمين في الماء البارد لبعض الوقت. 6- تجنب القلق والضغوط النفسية. 7- تناول جرعات من فيتامينات المجموعة ب. 8- قد يفيد أحياناً وضع المراهم المرطبة في التخفيف من وطأة الحرقة. وعلى النقيض من حرقة القدمين فهناك برودة القدمين، فهي الأخرى شكوى ذائعة الصيت، خصوصاً عند النساء. وعندما يواجه الجسم البرد فإنه يعمل على جبهات عدة من أجل المحافظة على درجة حرارة الجسم الطبيعية، وأهم هذه الجبهات انقباض الأوعية الدموية الصغيرة في الطرفين السفليين، فيقل انسياب الدم إلى القدمين فتحدث البرودة فيهما. وتعتبر هذه ظاهرة طبيعية، يحاول الجسم من خلالها الحد من تبديد المزيد من الحرارة. وقد يعاني المصاب من عوارض أخرى إلى جانب برودة القدمين، مثل تبدل لون الجلد إلى الأبيض أو الأزرق، والتنميل. ولكن يمكن لبرودة القدمين أن تعكس وجود مشكلة طبية في الكواليس، خصوصاً تلك التي تتعلق بالدورة الدموية، ومن هذه المشاكل: 1- نقص نشاط الغدة الدرقية. 2- التدخين. 3- تصلب الشرايين. 4- الداء السكري. 5- أمراض الروماتيزم. 6- السمنة المفرطة. 7- تناول بعض الأدوية. 8- فقر الدم. 9- داء رينو. 10- التوتر النفسي. 11- أسباب مجهولة كلياً. وإذا كان الطقس هو الشرارة الذي يشعل برودة القدمين فإن تدليكهما، أو المشي السريع، أو وضع القدمين في مياه دافئة، وارتداء الجوارب المناسبة، تسمح عادة في عودة الدفء إلى القدمين. أما إذا لم ترحل البرودة على رغم هذه الإجراءات فإنه يجب مراجعة الطبيب للفحص الطبي وإجراء التحاليل من أجل كشف السبب الحقيقي وعلاجه.