أعلن الرئيس الأميركي باراك أوباما عن استقالة مستشار الأمن القومي الأميركي توم دونيلون لتحل مكانه في هذا المنصب السفيرة الأميركية لدى الأممالمتحدة سوزان رايس التي تشغل سامنثا باور منصبها في المنظمة الدولية. وأوضح أوباما ان رايس ستباشر مهامهما كمستشارة للأمن القومي عندما يغادر دونيلون في تموز/ يوليو المقبل. ولفت إلى ان سامانثا باور، التي كانت في فريق أوباما الأمني خلال ولايته الأولى، ستكون سفيرة أميركا لدى الأممالمتحدة خلفاً لرايس. وأشاد أوباما بدونيلون، معترفاً اعتماده الشديد على مشورته خلال السنوات الماضية. وقال ان دونيلون "دفع مبادرات سياستنا الخارجية الاستراتيجية، فيما كان عليه في الوقت عينه الاستجابة لأزمات غير متوقعة، وهذا يحصل يومياً تقريباً". وشدد على ان دونيلون "راقب ونسق عمل كل فريق الأمن القومي، وهذه مهمة كبيرة ومن دون توقف". ولفت أوباما إلى ان دونيلون شاركه رؤيته بأنه "بغية تجديد القيادة الأميركية في القرن ال21، كان لا بد من إعادة موازنة سياستنا الخارجية، وأكثر من ذلك عرف كيف يمكننا القيام بذلك". كما عبر الرئيس الأميركي عن سعادته بانضمام رايس إلى فريق البيت الأبيض، وأشاد بها وبقدراتها على جمع الناس معاً وتعزيز السياسات الأميركية. فيما وصف باور بأنها "واحدة من أبرز المفكرين حول السياسة الخارجية"، مشدداً على دورها الكبير في دفع المصالح والقيم الأميركية، وبناء شراكات من أجل الديموقراطية وحقوق الإنسان، ومحاربة معاداة السامية والإتجار بالبشر. وكانت رايس محط انتقادات بسبب تصريحاتها بعد الهجوم على القنصلية الأميركية في بنغازي في أيلول/ سبتمبر التي تبيّن عدم صحتها لاحقاَ، إذ قالت إن هجوم بنغازي "لم يكن بالضرورة اعتداء إرهابياً" بل كان نتيجة "تظاهرة عفوية انتهت بشكل سيء"، وهو ما أقرت الإدارة الأميركية لاحقا بأنه تفسير خاطئ للأحداث. وأطاحت تصريحاتها بإمكان تعيينها وزيرة للخارجية خلفاً لهيلاري كلينتون بعد انتقادات لاذعة من الجمهوريين حيث وجه حوالى 100 عضو منهم في مجلس النواب الأميركي رسالة إلى أوباما لثنيه عن تعيين رايس خلفاً لكلينتون على رأس وزارة الخارجية، معتبرين إنها ضللت الأميركيين في شأن هجوم بنغازي. ويعتبر تعيين رايس في منصب مستشارة الأمن القومي تحدياً للجمهوريين حيث أنه لا يحتاج إلى مصادقة من مجلس الشيوخ على رغم كونه منصباً رئيسياً.