يواجه الرئيس الأميركي باراك أوباما صعوبات متزايدة في تشكيل أعضاء إدارته الثانية بسبب توازنات القوى داخل الحزب الديموقراطي وبين الحزب ومعارضيه الجمهوريين في الكونجرس، فضلا عن العدد الكبير من أعضاء الإدارة الأولى الذين أعلنوا – أو سربوا – اعتزامهم ترك الإدارة. فهناك وزراء الخارجية والدفاع والعدل والتجارة والمالية والمواصلات، ومدير المخابرات المركزية ضمن قائمة من تركوا الإدارة أو أعلنوا اعتزامهم تركها رسميا أو في نقاشات خاصة. وفي المقابل فإن وزراء الإسكان والمحاربين القدامى والصحة أكدوا أنهم باقون في مواقعهم إن قرر الرئيس الإبقاء عليهم. وفي تلك القائمة الطويلة ثمة مشكلات كبيرة ولاسيما في المواقع المهمة مثل وزارتي الخارجية والدفاع ومدير المخابرات المركزية. وكان قد تردد أيضا أن مستشار الأمن القومي توماس دونيلون قد يغادر منصبه إن قرر الرئيس اختياره لموقع آخر رغبة في إرضاء التيارات المتنافسة في صفوف الديموقراطيين. وعلى الرغم من الجدل الدائر فيما يتصل بتعيين سفيرة واشنطن في الأممالمتحدة سوزان رايس في موقع وزيرة الخارجية، فإن الموقع الأصعب أمام الرئيس هو اختيار وزير المالية المقبل بعد أن قال تيموثي جيثنر الوزير الحالي إنه يعتزم ترك منصبه، ذلك أن الرئيس يواجه ما يسمى الهوة المالية، أي الاتفاق بين إدارته والكونجرس على السياسة الضريبية للبلاد وعلى إنهاء العمل بالتخفيضات التي أقرها الرئيس السابق جورج بوش على مستوى الضرائب للشرائح العليا من الدخل. وتتركز معارضة الكونجرس على مواقف الرئيس في سياساته المالية بصفة خاصة ولاسيما جانبها الضريبي وذلك المتعلق بمعالجة عجز الميزانية وخفض الإنفاق الحكومي، ولهذا السبب فإن من الصعب بالنسبة للرئيس أن يجد شخصا يمكن أن يقنع معارضيه في مجلس النواب بصفة خاصة دون أن يمس ذلك سياساته المالية والضريبية التي يتمسك بها. والمرشحون لهذا الموقع الصعب هم جاك ليو مؤسس الصندوق الاستثماري الأضخم في العالم "بلاك روك"، أو روجر آلتمان نائب وزير المالية في إدارة الرئيس الأسبق بيل كلينتون، أو أرسكين باول رئيس طاقم كلينتون لفترة من الوقت. ومن المحتمل أن يتنازل أوباما عن إصراره على دعم رايس لموقع وزيرة الخارجية لتجنب مواجهة محتملة مع جمهوريي الكونجرس. وإذا ما حدث ذلك فإن المرشحين للموقع يتضمنون السيناتور جون كيري ومستشار الأمن القومي الحالي توماس دونيلون (بافتراض تعيين رايس مستشارة للأمن القومي) ومساعدة الرئيس سامنثا باور ونائب وزيرة الخارجية وليام بيرنز أو نائب وزير الخارجية الأسبق نيكولاس بيرنز. وفي حالة وزارة الدفاع فإن المرشح الأول لخلافة ليون بنيتا هي نائبة وزير الدفاع السابقة ميشيل فلورنوي يتبعها السيناتور جاك ريد أو أشتون كارتر نائب وزير الدفاع الحالي أو السيناتور السابق تشك هاجل أو وزير البحرية السابق ريتشارد دانزج أو السيناتور العجوز سام نن.