يبدأ رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان زيارة رسمية إلى تونس محطته الثالثة بجولته المغاربية، التي بدأها بزيارة المغرب، وسط أجواء ساخنة في بلاده، ودعوات للتظاهر ضده في تونس. ويُرافق أردوغان خلال هذه الزيارة التي تأتي تلبية لدعوة كان تلقاها من رئيس الحكومة التونسية الموقتة علي لعريض، عدد من الوزراء وكبار المسؤولين الأتراك، بالإضافة الى عدد كبير من رجال الأعمال. وقالت رئاسة الحكومة التونسية المؤقتة، في بيان، إن "زيارة أردوغان ستستغرق يومين، يجري خلالها محادثات ومشاورات مع الرئيس التونسي المؤقت منصف المرزوقي، ورئيس الحكومة المؤقتة علي لعريض، ورئيس المجلس التأسيسي مصطفى بن جعفر". وأشارت في بيانها إلى أن "علي لعريض، وأردوغان، سيشرفان خلال هذه الزيارة على الإجتماع الأول للمجلس الأعلى للتعاون الإستراتيجي بين تونس وتركيا الذي تم الإعلان عنه يوم 25 ديسمبر من العام الماضي بأنقرة". ويُنتظر أن يتم خلال هذه الزيارة، التوقيع على عدد من الإتفاقيات الثنائية في المجالات الدبلوماسية والأمنية والإقتصادية والتربوية والثقافية، بالإضافة إلى التوقيع على إتفاقات توأمة بين 27 بلدية من تونس ونظيراتها التركية. وتتطلع الحكومة التونسية برئاسة علي لعريض القيادي البارز في حركة النهضة الإسلامية، إلى أن تساهم هذه الزيارة في تعزيز علاقات التعاون بين البلدين التي تُنظمها لغاية الآن نحو 74 إتفاقية،وبروتوكول تعاون وشراكة. غير أن المعارضة التونسية إستبقت هذه الزيارة بالدعوة إلى مظاهرة أمام السفارة التركية للإحتجاج عليها، وعلى سياسة أردوغان، وللتعبير عن التضامن مع الشعب التركي والتنديد بالممارسات "القمعية" التي يتعرض لها. ودعا إلى هذه المظاهرة، الإئتلاف اليساري المعارض "الجبهة الشعبية"، حيث إنتقد الناطق الرسمي بإسمها حمة الهمامي، في تصريح إذاعي ب"أساليب القمع الوحشي التي إنتهجتها حكومة أردوغان ضد الإحتجاجات الشعبية السلمية ومطالبها وشعارات المشروعة". وعتبر الهمامي أن الإحتجاجات في تركيا "عرّت الوجه القمعي والوحشي لحكومة أردوغان التي تسوق زيفاً لأن تكون نموذج" الديمقراطية الخاصة بالإخوان المسلمين". وتعيش تركيا على وقع حراك إجتماعي دخل يومه السادس على التوالي تحول إلى مواجهات عنيفة بين الشرطة والمحتجين، إتسعت رقعتها لتشمل العديد من المدن والمحافظات التركية. ودفعت هذه التطورات إتحاد نقابات القطاع العام التركي، الذي يُعد واحدا من أكبر المنظمات النقابية في البلاد إلى الإعلان عن إضراب لمدة يومين، وذلك في إطار دعمه للإحتجاجات الشعبية المناهضة لحكومة أردوغان التي لم يتردد في إتهامها بممارسة "إرهاب الدولة". يُشار إلى أن حركة النهضة الإسلامية التي تقود الإئتلاف الحاكم في تونس ترى أن تركيا في ظل حكومة أردوغان أصبحت نموذجا ناجحا يُقتدى به،حتى أن رئيسها راشد الغنوشي لم يتردد في القول إن تركيا أصبحت "عظيمة وتتعاظم أكثر مع في القائد الكبير أردوغان".