الخلاص تعليقاً على مقال زهير قصيباتي «ضربة بوتين السورية» (الحياة 30/5/2013) لا أعتقد أن روسيا ترى الأمر من منظور هلال شيعي أو صراع سني - شيعي، بل إن المجتمع الدولي جعلها تتولى ملف الزعران والقتلة والمأجورين فتديرهم حيثما شاء قيصرها المنفوخ هذه الأيام، والذي لا ينسق بجدية إلا مع إسرائيل، بينما تتولى أميركا ملف إحباط المعارضة، وهي تبقى متكاسلة عن الحسم طالما إسرائيل مرتاحة لذبح السوريين وتدمير وطنهم بالمجان. والنتيجة أن الخلاص لن نجده لا عند روسيا ولا عند أميركا حتى اللحظة، وربما لن تنقلب الطاولة على هؤلاء جميعاً كي ينهضوا ويتحركوا جدياً وسريعاً إلا بمفاجأة من الداخل في انقلاب على الأسد وسلطته، أو بمغامرة إسرائيلية صادمة في قلب سورية. أيمن دالاتي سبات تعليقاً على مقال حازم صاغيّة «نصرالله: الكلمات والمقاصد» (الحياة 1/6/2013) حين يتحدث السيد حسن عن انتصاراته فهو يقارنها بالهزائم العربية وبخاصة هزيمة 1967 الشنيعة حين استطاعت اسرائيل سحق ثلاثة جيوش عربية دفعة واحدة في ستة ايام. وهكذا فإن «حزب الله» يعتبر نفسه منتصراً لأنه منع الاسرائيلي من التقدم خلال 33 يوماً. الخسائر المادية كانت كبيرة لكن ما تلاها كان اخطر، فقد استغل «حزب الله» ما اعتبره انتصاراً ليبدأ عملية قضم للدولة ومؤسساتها، وها هو يتدخل عسكرياً في سورية من دون إذن، لا بل انه يعتبر ان الدولة متقاعسة عن اداء واجباتها. ان «حزب الله» ككل التشكيلات الاسلامية المحاربة لا تفهم من القوة الا العسكرة والسلاح لا اقتصاد ولا علم ولا تربية ولا ثقافة لأنها تنتمي الى عصور حتى ما قبل اسلامية، وهي لن تفيق من سباتها الا بعد هزيمة ساحقة تصيبها وتصيب شعبها الذي هو رهينتها. سمير حيدر بنادق الحزب تعليقاً على مقال حازم صاغيّة «مبدأ الأسد – نصرالله» (الحياة 28/5/2013) فعلاً، إن بنادق «حزب الله» موجهة في الحقيقة إلى رؤوس اللبنانيين. وهو يمثل الجيش الطائفي الذي لا يعترف بالحكومة اللبنانية ولا ينصاع لأوامرها. فهو اشبه ما يكون بدولة داخل دولة. قراراته منفصلة ويدور في فلك دول اخرى ومستعد ان يضع امن لبنان على المحك في سبيل امنه وامن دول اقليمية معروفة. أحمد العلي مَن المسؤول تعليقاً على مقال حسام عيتاني «العودة إلى السياسة» (الحياة 31/5/2013) فلتعدْ السياسة، وأهلاً وسهلاً بها. ولكن ماذا عن أنهار الدم والجراح النفسية العميقة التي تتركها؟ وماذا عن الخراب المادي الذي يحتاج تعويضه إلى قرون؟ من المسؤول عن كل هذا؟ وألا تبدو السياسة ترفاً مقارنة بهذه الكارثة؟ وجيه لطفي