لم تتعاف الأحساء من فايروس «كورونا» الذي حصد أكثر من 20 شخصاً خلال الشهرين الماضيين، حتى أطل عليها بكتيريا كلبسيلا الذي يحاصر الأطفال في قسم الحضانة تحت الملاحظة الفائقة لحديثي الولادة في مستشفى الولادة والأطفال في الأحساء وأدى إلى وفاة 4 أطفال حديثي الولادة خلال عشرة أيام، كان آخرهم قبل يومين، وإصابة أكثر من 15 رضيعاً حديث الولادة، وهم جميعاً تحت الملاحظة الفائقة. فيما أكد مدير العلاقات العامة والمتحدث الرسمي لصحة الأحساء إبراهيم الحجي إلى «الحياة» أن «الحالات محدودة»، مبيناً أن اللجان المختصة في مكافحة العدوى لم تسجل تغييرات مقلقة لمؤشرات عدوى في المنشآت الصحية. وأوضحت مصادر طبية إلى «الحياة» أن بكتيريا «كلبسيلا» تصيب المرضى ذوي المناعة الضعيفة مثل الأطفال الخدج والحديثي الولادة، وتعتبر قاتلة في حالة انتشارها، مضيفاً «عادة ما تكون مستوطنة في القولون، وتحتاج هذه البكتيريا إلى محاصرة دقيقة، ومن أهم طرق القضاء عليها هو إغلاق الحضانة ونقل المصابين في غرف عزل وإبعادهم عن الأطفال الأصحاء تجنباً لإصابتهم، والقيام بتطهير المكان حتى التأكد من القضاء على البكتيريا». وأشار استشاري في المستشفى (فضل عدم ذكر اسمه) إلى «الحياة»، أن عدم اتخاذ إجراءات سلامة المرضى، ومكافحة العدوى، وعدم الاهتمام بتحضير التغذية الوريدية، وكذلك اشتراطات السلامة من تكدس للمرضى، وعدم تطبيق المعايير العالمية للممارسة الصحية السليمة ونقص التمريض هي من أهم أسباب تفشى الميكروب في المستشفيات، داعياً إلى توفير غرف فسيحة لتجنب تكدس الأطفال في الغرف الخاصة بهم، وإبعاد كل طفل عن الآخر بمقدار كاف، بالإضافة إلى الإشراف المباشر للإدارة على المكان، وتكثيف الدورات التدريبية للكوادر الطبية والتمريضية في هذا المجال للتعامل مع هذه البكتيريا. وأدى انتشار بكتيريا «كلبسيلا» إلى انتقال العدوى بين الأطفال في المستشفى، وتسبب في أربع وفيات من الأطفال الرضع، بالإضافة إلى وجود أكثر من 15 رضيعاً مصابين بهذه البكتيريا تم تشخيص إصابتهم. وأضاف «الاستشاري» إلى أن المستشفى مستمر في عمله بصورة طبيعية، وكذلك عمليات الولادة، ووضع الأطفال في الحاضنات، مبيناً أن من لديه علم من الأهالي بوجود هذه البكتيريا في المستشفى يتخوف من أخذ أطفاله إلى المستشفى خوفاً من إصابتهم. يذكر أن مستشفى الولادة والأطفال في الأحساء يعتبر المستشفى الرئيس للولادة والأطفال في المحافظة، ويستقبل أكثر من 35 حالة ولادة يومياً، كما يستقبل أكثر من 1200 حالة طبية من المراجعين في اليوم، ويخدم المستشفى أكثر من 1.5 مليون مواطن من السكان. من جهته، أوضح مدير العلاقات العامة والمتحدث الرسمى لصحة الأحساء إبراهيم الحجى في تصريح إلى «الحياة» أن ميكروب «كلبسيلا» له أنواع متعددة، وليست كلها شديدة المقاومة للمضادات الحيوية، وقال: «بعضها يعتبر من البكتيريا التكافلية التي تتواجد بشكل طبيعي في بعض أجزاء الجسم ولكن قد تتسبب في إحداث التهابات أو أمراض عند وصولها لمواضع غير تلك التي تتواجد فيها، أو عندما تنتهز فرصة قصور المناعة أو اضطرابها في جسم الإنسان، وهناك أنواع أخرى تصنف ضمن ميكروبات عدوى المنشآت المقاومة»، مضيفا «الحالات المشخصة حالياً بميكروب كلبسيلا في المستشفى هي حالات محدودة وحساسة للمضادات الحيوية، وتستجيب للتدخل العلاجي، ومعظم الحالات هي من الأطفال الخدج، ذات الأوزان 800 غرام، ولديهم مشاكل طبية أخرى متوقعة ومعروفة عالمياً لذوى الاختصاص»، وأكد «أن الإدارات واللجان المختصة لمكافحة العدوى لم تسجل، حالياً، أي تغييرات مقلقة لمؤشرات عدوى في المنشآت الصحية».