استبعدت القاهرة اللجوء إلى التحكيم الدولي في ما يخص ملف «سد النهضة» الإثيوبي، وسط أنباء عن قبول أديس أبابا إجراء تعديلات في تصميم السد وفقاً لما خلصت إليه اللجنة الثلاثية المشكلة من خبراء دوليين ومن مصر والسودان واثيوبيا، بما يضمن حصول مصر والسودان على حصتيهما من مياه النيل. والتقى رئيس الوزراء المصري الدكتور هشام قنديل نظيره الأثيوبي هيلي مريام ديسالين في اليابان أمس، على هامش مؤتمر «التيكاد» للتنمية الأفريقية. وقال الناطق باسم الحكومة المصرية السفير علاء الحديدي في بيان، إن رئيسي الوزراء تبادلا وجهات النظر حول قرار أديس أبابا البدء في إجراءات تحويل نهر النيل الأزرق تمهيداً لبناء سد النهضة. وأوضح أن قنديل شدد على التعهدات الأثيوبية بعدم المساس بحصة مصر في المياه. في غضون ذلك، نقلت وكالة «أنباء الشرق الأوسط» المصرية الرسمية عن مصادر لم تسمها، قولها إن اللجنة الثلاثية بين مصر والسودان وإثيوبيا توصلت إلى مقترحات لتسوية الخلافات أو الأخطاء في تصميمات السد، من المقرر تقديمها اليوم إلى الدول المعنية للبتّ فيها. وأضافت المصادر أن هذه المقترحات تقضي بإجراء تعديلات في التصميم، وأن إثيوبيا وافقت على تعديلات اللجنة ب «تفهم تام»، مشيرة إلى أن اللجنة الثلاثية توصلت إلى هذه التسوية وستفرغ اليوم من أعمالها. من جانبه، قال وزير الري المصري محمد بهاء الدين في تصريحات تلفزيونية، إن «الحكومة مسؤولة عن أي تقصير في ملف سد النهضة»، موضحاً أن الملف سينتقل من الفنيين إلى المستويين السياسي والحكومي لدرسه. وأضاف بهاء الدين أنه بعد الانتهاء من تقرير اللجنة الثلاثية «سنعمل على عقد اتفاقات وتنسيق الرؤى في المواقف»، مشيراً إلى أن هناك «حلاً سياسياً» للملف. واستبعد اللجوء إلى التحكيم الدولي «على رغم أن القانون سيكون في مصلحة مصر». وقال: «لن ندخل في نزاع قانوني مع الإثيوبيين، وسنصل من خلال السبل الديبلوماسية إلى حل». وأكد سفير السودان في القاهرة كمال حسن، تضامن بلاده مع مصر بصورة كاملة في ما يخص قضية مياه النيل، وقال إن موقف الخرطوم المعلن هو عدم توقيع اتفاقية «عنتيبي» لأنها لا تحافظ على حقوق السودان، مؤكداً أن قضية مياه النيل تُقلق السودان كما تقلق مصر، على خلفية الحوار الذي تم ومبادرة حوض النيل. وأضاف أن بلاده في انتظار تقرير اللجنة الثلاثية وبعدها سيكون هناك حديث حول السد. وكانت عشرات المصريين تظاهرت أمس أمام السفارة الإثيوبية في القاهرة رفضاً لبدء إجراءات تشييد «سد النهضة». وشهدت التظاهرة خلافات بين المشاركين فيها بعد أن هتف بعضهم ضد مرشد جماعة «الإخوان» الدكتور محمد بديع. من جهة أخرى، استأنفت شركة «اير ممفيس» للطيران رحلاتها إلى طهران لجلب سياح إيرانيين للمطارات الإقليمية في جنوب مصر بعد توقف استمر شهرين بسبب معارضة التيار السلفي السياحة الإيرانية في مصر لتوجسه من توجهات لنشر المذهب الشيعي. ويُتوقع أن تثير هذه الخطوة غضب السلفيين الذين اتخذوا في الفترة الأخيرة نهجاً معارضاً لسياسات حلفائهم من جماعة «الإخوان المسلمين» الحاكمة. وقال المهندس محمد شريف إبراهيم رئيس سلطة الطيران المدني المصرية إن طائرة أقلعت من مطار القاهرة من دون ركاب وستعود إلى مطار أسوان وعلى متنها فوج من السياح الإيرانيين الذين سيزورون المناطق السياحية في جنوب البلاد ويقومون بجولة نيلية بين أسوان والأقصر. من جهة أخرى، حذرت السفارة الأميركية في القاهرة رعاياها من الاقتراب من منطقة الأهرامات في الجيزة من دون دليل موثوق فيه، بعد وقوع حوادث عنف عدة غير مبررة لأفواج سياحية. وقالت السفارة الأميركية في رسالة نشرتها على موقعها على الإنترنت إنها لاحظت في الآونة الأخيرة وجود «أفراد غاضبين» يحيطون بسيارات الأفواج السياحية الأميركية في منطقة الأهرامات ووصل الأمر في بعض الأحيان إلى محاولة فتح السيارات بالقوة. وأوضحت السفارة أن الهدف من وراء هذه الحوادث ما زال غامضاً، مشيرة إلى «غياب ملحوظ لقوات الأمن والشرطة في المنطقة». وكان ما لا يقل عن خمسة سياح من المكسيك قتلوا وأكثر من 10 آخرين أصيبوا في حادث سير نتيجة انقلاب حافلة سياحية كانت تُقلهم على طريق سانت كاترين - نويبع في جنوبسيناء.