عادت بائعات «البسطة» في مدينة الهفوف (محافظة الأحساء)، قبل أيام إلى مقرهن القديم في سوق السويق، بعد إجبارهن على الانتقال قبل نحو 3 أسابيع، إلى المقر الجديد المخصص للسوق الشعبي للنساء. ويأتي قرار العودة بعد «المعاناة» التي تكبدتها البائعات في المقر الجديد، و«التعب النفسي» الذي لقينه، فضلاً عن انخفاض مبيعاتهن. وعبرت بائعات البسطات، وغالبيتهن من المطلقات، والأرامل، وذوات «الظروف الخاصة»، عن شعورهن ب «الخوف والهلع»، من المقر الجديد، لافتات إلى تعرضهن إلى «مضايقات» من سكان الحي، وبخاصة من الشبان الذين صدر من بعضهم «مواقف غير لائقة»، لافتات إلى أن أمانة الأحساء «لم تحقق الوعود التي قدمتها لهن، بإزالة 3 عمائر، تحجب السوق، وتحسين مستوى الخدمات فيه». وقالت البائعة أم تركي، وهي أم لخمسة أبناء: «نمر بظروف صعبة فمنذ انتقالنا إلى المقر الجديد من 20 يوماً، لم نحصل على دخل يغطي مصاريف الأولاد والمنزل، فلا زبائن يأتون إلى هنا، ونحن نحضر إلى السوق للجلوس، وننتظر الزبائن الذين اعتادوا على شراء متطلباتهم منا. وكنا نحصل على رزقنا منهم، إلا أنهم لا يعرفون المقر الجديد. كما يصعب عليهم الوصول لنا»، لافتة إلى «ضيق المحال في السوق الجديدة، إذ لا يكفي المحل إلا لوضع صندوق البضاعة». وأشارت إلى «مضايقات» يتعرضن لها، بين فترة وأخرى، من شبان مراهقين، «يدخلون إلى محل مصمم ليكون بوفيه، أو المحال المخصصة لصانعات «الطواقي»، اللاتي سينتقلن قريباً، إلى السوق»، مضيفة أن «بعض المراهقين يمارسون تصرفات غير أخلاقية في تلك الأماكن المنزوية. وقمنا بتقديم بلاغ إلى فرع هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر في سوق السويق. وأخبرونا بأنهم سيرفعون خطاباً إلى محافظة الأحساء والأمانة عما يحدث في السوق الشعبي». وحول رجوعهن إلى المقر القديم، قالت أم تركي: «اتفقت المجموعة على العودة إلى المقر القديم، كي نتمكن من تغطية مصاريف الحياة، وقامت دوريات الشرطة والأمانة بمنعنا، ولكننا أصررنا على البقاء في المكان، حتى أننا لم نذق الطعام، لخوفنا من قيام الأمانة بمصادرة البضائع»، مضيفة أن «الأمانة أحضرت معداتها المخصصة للإزالة، وطلبوا منا الرحيل عن المكان وهددونا، ولكننا لم نغادر على رغم ما واجهنا من تعب وإرهاق، حتى أن إحدى البائعات أغمي عليها بسبب الإرهاق». بدورها، سألت زميلتها أم يوسف: «إلى متى سنعاني من هذا الوضع؟ ألا تقدر الأمانة وضعنا، ونحن نعيش في خوف وهلع حتى في منازلنا نفكر ماذا سيحصل في البضاعة، هل ستسرق أم تحرق»، مضيفة «أبلغنا مسؤولات في القسم النسائي في الأمانة، عن ملاحظات عدة في السوق الجديدة، منها عدم تغطية جميع المحال بالمظلات، فردت علينا إحداهن باستهزاء». وطالبت أم يوسف، ب «تشكيل لجنة من جهات حكومية معنية لتعاين الوضع على الطبيعة»، مضيفة أن «المحال ضيقة جداً، الواحد منها لا تتجاوز مساحته أربعة أمتار فقط، فضلاً عن عدم وجود أبواب للمحال، ولا مظلات تحمينا من أشعة الشمس، ولا رجال أمن يحرسون المكان في الليل، على رغم الوعود التي أطلقتها الأمانة بإيجاد هذه الخدمات، فضلاً عن نزع ملكية 3 عمائر، تقع أمام السوق وتحجبه. بحسب ما صرح أمين الأحساء الجديد المهندس عادل الملحم، ومسؤولة القسم النسائي في الأمانة مها السديري، ونشرته صحيفة «الحياة»». وأشارت البائعة أم عبدالله، إلى مشكلة عدم معرفة الزبائن بالموقع الجديد للسوق. وقالت: «وضعت أمانة الأحساء لافتات تدل على مكان السوق، قالوا أنها كلفتهم 15 ألف ريال، على رغم أنها صغيرة الحجم، وضعت في أماكن عدة، وتم تثبيتها على أحجار الطابوق، وأثناء هبوب الرياح تسقط»، مضيفة أن «هذه اللافتات لا تكاد تشاهد، ليتوجه الزبائن إلى المقر الجديد». وأضافت أن «دورات المياه المجاورة للسوق الشعبي تعاني من أعطال عدة، وتتسرب منها المياه، وفي بعض الأيام تتوقف المياه. وواجهنا الأسبوع الماضي انقطاع الكهرباء مرات عدة، وفي أحد الأيام انقطعت من الخامسة عصراً حتى اليوم التالي، وفي أيام تنقطع ساعات وترجع ما يزيد من مخاوف النساء».