بحث الرئيس التونسي المؤقت منصف المرزوقي، مع الرئيس التركي عبد الله غل، ورئيس الوزراء رجب طيب أردوغان، سبل الحد من تدفق الشبان التونسيين إلى سورية للقتال إلى جانب المعارضة. وصرّح المستشار الأول للرئيس التونسي الهادي بن عباس أن "الرئيس المرزوقي، الذي يزور حالياً تركيا، أكد للرئيس عبد الله غل، ورئيس الوزراء رجب طيب أردوغان، خلال إجتماع عُقد مساء أمس في أنقرة على أهمية ملف الشبان التونسيين الذين يتدفقون إلى سورية للجهاد، بالنسبة إلى تونس". وأضاف إن "تونس تسعى للتنسيق مع الجانب التركي للحد من ظاهرة الشبان الذين يسافرون عبر تركيا إلى سورية، للقتال إلى جانب المعارضة السورية المسلحة، وإعادتهم إلى تونس في ظروف إنسانية". وكان الرئيس التونسي المؤقت بدأ أمس زيارة رسمية إلى تركيا، تستغرق 3 أيام يجري خلالها مباحثات ومشاورات مع المسؤولين الأتراك حول السبل الكفيلة بتعزيز علاقات التعاون بين البلدين. وبحسب المستشار الهادي بن عباس، فإن "المرزوقي ركز في المحادثات التي أجراها أمس على الملف الأمني المرتبط بتزايد عدد التونسيين الذين يتخذون من تركيا نقطة عبور للذهاب إلى سورية للقتال". ووصف أولئك الشبان التونسيين في سورية ب"المغرر بهم"، وقال "نريد من التونسيين أن يبقوا في بلدهم لا أن يكونوا كبش فداء أو ضحية لأسباب تخرج عن مصالح تونس". وتُشير تقارير إلى أن "أولئك الشبان وصلوا إلى سورية عبر تركيا من خلال شبكات تجنيد تنشط في تونس وليبيا وتركيا"، حتى أن وزير الداخلية في الحكومة التونسية المؤقتة لطفي بن جدو، أعلن قبل أسابيع أن "الأجهزة الأمنية في بلاده تمكنت من تفكيك عدة شبكات اختصت بتجنيد الشبان التونسيين وإرسالهم للقتال في سورية". وأكد مستشار الرئيس التونسي وجود "تجاوب تركي كبير" لتسوية هذا الملف، ولكنه لفت إلى "سهولة تجاوز" الحدود التركية، ما يعني أن "حق السفر من دون تأشيرة إلى تركيا أصبح يطرح مشكلة". وشدد في هذا السياق على أن "هذه الحرية لا يجب أن تكون متضادة مع أمن تونس أو تركيا"، ولفت إلى أن "الجانبين التونسي والتركي اتفقا على جملة من الإجراءات للحد من هذه الظاهرة". وإمتنع عن تحديد نوعية هذه الإجراءات، بالنظر إلى "صبغتها الأمنية"، لكنه أكد أنها "ستكون لصالح أبناء تونس المغرر بهم".