بدأ وزير الخارجية الاميركي جون كيري أمس زيارة الى تركيا يهيمن عليها الملف السوري بعد اعلان واشنطن عن مساعدات جديدة للمعارضة السورية. ويركز كيري في محادثاته على اهمية اعتماد الاراضي التركية قاعدة اسناد للمعارضة السورية وحتى معبراً اساسياً لإرسال المعونات وحتى قاعدة للتجارة بين المناطق المحررة والعالم مع إمكانية البحث في ربط شبكة الكهرباء التركية لاحقاً بالشبكة السورية على ان تدفع الدول المانحة اسعار استهلاك السوريين من الكهرباء. وبحث كيري في انقرة، وهي المحطة الأولى له في الشرق الأوسط، مع نظيره التركي احمد داود اوغلو ورئيس الحكومة رجب طيب اردوغان ثم الرئيس عبد الله غل، المسالة السورية وناقش حاجات تركيا الى الدعم الاطلسي وما يمكن ان تسفر عنه التطورات اذا ازدادت حدة القتال في سورية بين النظام والثوار. واكثر ما يشغل بال الجانب التركي أن تزداد أعداد اللاجئين السوريين بما قد يؤثر سلباً في الاستقرار في المنطقة المحاذية لسوريا أو أن يستخدم النظام السوري اي أسلحة كيماوية في حال تدهورت سيطرته على الوضع وتأزم موقفه في حكم سورية. وتدفع تركيا، بتشجيع من دول عربية وأوروبية، المعارضة السورية إلى تشكيل حكومة متجانسة تستطيع اولاً تقديم خدمات ادارية لتحل محل السلطة السورية في إدارة المرافق الحياتية. كما يعتقد أن الولاياتالمتحدة تشجع الحكومة التركية للسماح للمصارف التركية في فتح فروع لها في منطقة نفوذ الحكومة السورية في المنفى ما يساعد في تأمين الحركة التجارية بدلاً من الاعتماد على فروع المصارف الرسمية السورية الخاضعة للنظام. وتتقارب مواقف تركيا والولاياتالمتحدة وتطالبان منذ اشهر برحيل الرئيس بشار الأسد الذي وصفه اردوغان الأحد ب «الديكتاتور الظالم». وكما فعلت ألمانيا وهولندا، نشرت الولاياتالمتحدة على الأراضي التركية، بغطاء من الحلف الأطلسي، بطاريتي صواريخ ارض- جو من نوع «باتريوت» مخصصة لحماية تركيا في حال استهدافها بصواريخ من سورية. ويستغل كيري زيارته لحليفه التركي للتعبير عن الدعم لتصديه للإرهاب بعد شهر من الاعتداء الانتحاري الذي استهدف السفارة الأميركية في انقرة. وقتل حارس تركي للمبنى في الهجوم الذي تبنته مجموعة تركية محظورة من أقصى اليسار.