كشفت وزارة الصحة، أنها أجرت فحوصاً مخبرية على 1024 شخصاً، للتأكد من إصابتهم بفايروس «كورونا» خلال الفترة الماضية، إلا أنه لم يثبت إصابة سوى 37 شخصاً، توفى منهم 18. ورفض المتحدث باسم الوزارة الدكتورة خالد مرغلاني، وصف المرض ب «الوباء»، موضحاً أن ذلك يصح في حال «إصابة مئات الآلاف من الأشخاص، وانتشار المرض في أكثر من منطقة جغرافية»، وهو ما لم يحدث إلى الآن. وأشار إلى جهود يقومون بها حالياً من أجل «تحليل التركيب الجيني للفايروس، ومحاولة عزله عن البيئة المحيطة به». وقال مرغلاني، في تصريح إلى «الحياة» أمس: «توسعت وزارة الصحة في تعريف الحالات المُشتبه فيها خلال الأسابيع الماضية، وذلك لزيادة قدرة الاستقصاء الوبائي على اكتشاف الحالات مبكراً». وعن عدد الحالات التي تم فحصها، ذكر أنه تم «فحص 1024 عينة من المرضى والمخالطين، سواءً من أفراد الأسرة أو العاملين الصحيين، ومن خلال هذا الاستقصاء تم اكتشاف الحالات التي أُعلن عنها». وحول تصنيف فايروس «كورونا» ك «وباء»، أوضح المتحدث باسم وزارة الصحة أن هناك «3 مصطلحات علمية دارجة في مثل هذه الحالات: تفشي، ووباء، ووباء عالمي، ولا يُطلق مصطلح «وباء» إلا عند وجود عدد كبير من الحالات، أي مئات الآلاف من المصابين، فضلاً عن انتشار المرض في أكثر من منطقة جغرافية». وعن معطيات المرض ونمط الإصابة ذكر مرغلاني، أن «المعطيات التي توصلنا لها منذ بدء المرض كثيرة، ومنها معلومات عن نمط الإصابة، والفئات العمرية، والأعراض والعلامات السريرية الشائعة، إضافة إلى المضاعفات»، لافتاً إلى قدرة الفايروس على الانتقال بين البشر». فيما يجرى حالياً، تحليل التركيب الجيني للفايروس، ومحاولة عزله عن البيئة المحيطة به، في حالات الإصابة المؤكدة». وبحسب موقع وزارة الصحة المخصص لنشر تطورات فايروس «كورونا»، فإن عدد المصابين وصل حتى مساء أمس إلى 37 حالة، توفى منهم 18، آخرهم امرأة تبلغ من العمر 81 سنة، كانت تعاني «فشلاً كلويّاً مزمناً، إضافة إلى أمراض مزمنة أخرى، وغالبية المصابين والمتوفين يقطنون في محافظة الأحساء. فيما أوضحت الوزارة أنه «لم تسجل حالات إيجابية في الأحساء منذ 8 من شهر رجب الجاري». فيما كشفت نتائج التحاليل المخبرية التي أجريت على عينات استُخلصت من أشخاص من مناطق مختلفة «سلبية الإصابة». وأكدت الوزارة أن «9 أشخاص تماثلوا للشفاء منذ تسجيل أول إصابة بالمرض في المملكة وخرجوا جميعاً من المرافق الصحية». وتتمثل أعراض «كورونا» في «ارتفاع الحرارة والسعال يتبعهما التهاب رئوي حاد يصيب الرئتين»، وشملت الأعراض «حمى وسعالاً قد يصحبه ضيق وصعوبة في التنفس»، وقد تتفاقم العوارض لإصابة تنفسية «حادة ووخيمة». ويتم تشخيص المرض بأخذ عينة من سوائل مجرى الجهاز التنفسي. فيما تبين من خلال الفحوص التي أجرتها المستشفيات على المصابين أن غالبيتهم كانوا يعانون من أمراض مزمنة تؤدي إلى ضعف المناعة. فيما تواصل اللجان العلمية الوطنية المعنية عقد اجتماعاتها في الوزارة، لمتابعة مستجدات الوضع حيال هذا الفايروس. يذكر أن فايروسات «كورونا» تشكل «فصيلاً كبيراً»، يشمل فايروسات يمكن أن تسبب نزلات البرد، وفي بعض الحالات يمكن أن تسبب «متلازمة العدوى التنفسية الحادة الوخيمة (سارس)، وتعد معظم حالات الإصابة بهذا الفايروس «بسيطة». إلا أن فايروس «كورونا»، الذي ظهر أخيراً يُعد «جديداًَ»، ولا يُعرف حتى الآن الكثير عن خصائصه وطرق انتقاله. وأكدت وزارة الصحة أنها تعكف على معرفة المزيد عنه، بالتعاون مع منظمة الصحة العالمية والخبراء الدوليين.