اعتبرت وزارة الصحة، انتشار فايروس «كورونا» في المملكة «محدوداً». وسُجلت 13 حالة إصابة جميعها في مستشفى واحد في محافظة الأحساء، موضحة أن «جميع المصابين من السعوديين، ومصدر جميع الحالات المصابة كانت من مستشفى واحد». وعلى رغم إقرارها بأن المعلومات حول الفايروس «محدودة»، إلا أنها أكدت أن «الوضع تحت السيطرة ولا يستدعي القلق». وأوضح وكيل وزارة الصحة للصحة العامة الدكتور زياد ميمش، في مؤتمر صحافي، عُقد أمس، بحضور أعضاء اللجنة الوطنية العلمية للأمراض المعدية، الذين يمثلون قطاعات صحية، وجامعات، ووزارة التربية والتعليم، أن «الوزارة سجلت خلال الأيام العشرة الماضية، حالات التهاب رئوي في محافظة الأحساء. وتم إرسال فريق متكامل من الوزارة لدعم المنطقة، ومراجعة جميع الحالات الموجودة في المحافظة»، لافتاً إلى «اكتشاف 13 حالة حتى الآن، توفى منها 7 أشخاص، وجميع هذه الحالات مرتبطة بمستشفى واحد»، مشيراً إلى أن هذه الحالات «إما كانت تعالج في هذا المستشفى، وإما من المخالطين لأشخاص كانوا في المستشفى ذاته». وأكد ميمش، أن «الوضع بصفة عامة مطمئن، وهناك 5 حالات تحت الفحص من عائلات المصابين، وشُخصت حالهم، ووضعهم مستقر، وتعالج في بعض المستشفيات حالياً». وأوضح وكيل وزارة الصحة وجود «متابعة مستمرة للوضع الحالي حول «أنفلونزا كورونا المستجدة»، لافتاً إلى أن «أول حالة سُجلت كانت في حزيران (يونيو) من العام 2012. وبعدها تم اكتشاف الفايروس الجديد، في أيلول (سبتمبر) من العام 2012، وحتى الآن تم تشخيص هذا المرض في 30 حالة على مستوى العالم، حتى قبل أسبوع من الآن». وذكر ميمش، أن «كورونا» ينتمي إلى مجموعة فايروسات، تسبب أمراضاً تصيب الجهاز التنفسي، وأعراضه تشبه «الأنفلونزا» إلى حد كبير»، لافتاً إلى كونه «نمطاً جديداً من مرض «كورونا»، والمعلومات عنه غير موثقة، وغير ثابتة من الناحية العلمية»، مشيراً إلى أن هناك تنسيقاً ومتابعة مستمرة من خلال اللجنة الوطنية العلمية للأمراض المعدية في وزارة الصحة، والجهات الدولية التي تعاملت مع مرض «سارس» في السابق، ويجري التنسيق مع اللجان الدولية لمنظمة الصحة العالمية، مع متابعة الوضع الحالي، وما تم التوصّل إليه». بدوره، أكد نائب وزير الصحة للشؤون الصحية الدكتور منصور الحواسي، أن «الوزارة تعتمد الشفافية، والحرص على إيضاح الحقائق والمستجدات لجميع المواطنين والمقيمين، والتواصل مع الإعلاميين للوصول إلى المجتمع، وإيضاح جميع ما يتعلق به من هموم صحية». وأضاف إن «الوزارة، منذ اكتشافها أول حالة مرضية بفايروس «كورونا»، حرصت على العمل المنهجي والعلمي المدروس، من خلال التواصل مع الهيئات العلمية والمتخصصين في العالم وفي المملكة». من جهتها، أشارت مديرة مكافحة العدوى الأستاذ المشارك في جامعة الملك سعود في الحرس الوطني الدكتورة حنان بلخي، إلى أنه «لا يزال مبكراً تحديد أسباب فايروس «كورونا» حالياً». وقالت: «لا يمكن أن نحدد له وقتاً محدداً خلال العام، يمكن أن تزيد فيه نسبة الإصابة أو تقل؛ لأن الفايروس نفسه مُستجد ومستحدث، والمعلومات عنه غير كافية»، لافتة إلى أن الدراسات العلمية للكشف عن أسباب المرض وطبيعته، «قد تحتاج من عامين إلى 3 أعوام، للكشف عن حقيقة هذا الفايروس». فيما أوضح استشاري الأمراض المعدية في الخدمات الطبية في وزارة الدفاع الدكتور علي البراك، أن الحالات المصابة «محدودة جداً، ومحصورة في مكان واحد»، مشدداً على أنها «تحت السيطرة حالياً، ولا تستدعي القلق بشأنها حالياً». وأوضح أن الأشخاص الأكثر عرضة للإصابة بهذا الفايروس هم «من لهم تاريخ مع بعض الأمراض المزمنة، مثل الأزمات الصدرية، والفشل الكلوي، وغيرها»، مشيراً إلى»عدم وجود لقاح محدد للفايروس على مستوى العالم حتى الآن». بدوره، قال استشاري الأمراض المعدية عند الكبار في مستشفى شركة «أرامكو السعودية» الدكتور جعفر آل توفيق: «إن جميع الحالات التي تم تسجيلها في الأحساء، كانت تعاني من مشكلات صحية مختلفة، وأمراض مزمنة قبل الإصابة بالمرض. كما أن متوسط أعمار المرضى يفوق 50 سنة، وتتراوح أعمارهم بين 24 إلى 94 سنة». وبيّن استشاري طب الأسرة والمجتمع في مستشفى قوى الأمن سعود الحسنان، أن الفايروس «جديد وغير معروف سابقاً، ولا زالت الدراسات والأبحاث تُجرى عليه، لمعرفة طرق وأسباب انتقاله، وطبيعة التعامل معه والتصدي له».