في محاولة لإيجاد تعريف طبي لفايروس «الكرونا»، الذي أعلنت وزارة الصحة الأسبوع الماضي عن وجود إصابات في المملكة، كشف وكيل وزارة الصحة للصحة العامة الدكتور زياد ميمش ل«الحياة» أمس، أن وزارته بدأت في الاستعانة بخبراء من أميركا وبريطانيا لتحديد نمط الفايروس، وبحث مسببات الإصابة به. وقال ميمش: «إن هذه المشاورات مع الخبراء تأتي بالتنسيق مع منظمة الصحة العالمية في جنيف، إضافة إلى الإجراءات الوقائية التي تقوم بها وزارة الصحة في موسم الحج المقبل من أجل مراقبة المنافذ، وتشجيع المواطنين والمقيمين على أخذ لقاحات الإنفلونزا الموسمية لمنع تكون الفايروس». وأوضح أن الوضع الصحي الآن في المملكة مطمئن، «ليس لدينا سوى حالتين مسجلتين في العالم كله، وهذا لايستدعي القلق منها»، مضيفاً: «إن إعلان وزارة الصحة عن الفايروس لم يكن للتحذير فقط، وإنما كان محاولة منها لأن تكون هناك شفافية، إذ يحسب إعلانها للمملكة حتى نعطي المعلومة الصحيحة». وكشف وكيل وزارة الصحة أن هناك تنسيق مع وزارة الثقافة والإعلام من أجل عدم الحديث عن المرض إلا من قبل اختصاصيين في الوزارة، وأضاف: «إذا كان هناك شيء يخص الأمن الوطني، كمرض جديد، فإنه يجب ألا يتحدث به إلا من يمثل وزارة الصحة، وليس من المفترض على شخص جاهل أن يتحدث عن المرض، ويقوم بتشخيصه». وذكر أن مدة حضانة الفايروس في جسم المريض تصل ستة أيام، نافياً ما ذكره أطباء في هذا الشأن،: «لاصحة أن الفايروس له علاقة بالزائدة الدودية أوالقولون العصبي، وما ذكره عطارون عن وجود علاج موجود لديهم لعلاج هذا الفايروس غير صحيح إطلاقاً، والحقيقة أن جميع الفايروسات ومنها إنفلونزا الخنازيز والطيور التي تصيب الجهاز التنفسي تتشابه في طرق انتقالها، وطريقة الأعراض فيما تختلف في مدى خطورتها، وشدة مضاعفاتها كأن يأتي التهاب كلوي». وقال: «إن الفايروسات التي تسبب نزلة البرد أكثر من 60 فايروساً، ولا يستطيع أحد تشخيصها من الأطباء إلا بأخذ عينة للتأكد منه، وهذا لايعني أن أي شخص يصاب مثلاً بالعطاس أن يأخذ عينة لأن آلآف الحالات كلها بسيطة، وتأخذ وقتاً قليلاً لاختفائها لكن عندما تشتد الحالات كأن يتسبب في التهاب في الرئة نأخذ منهم عينة». وكانت وزارة الصحة أكدت الأسبوع الماضي في بيان لها، أنه في إطار جهودها الوقائية لمنع وفادة الأمراض، واستمراراً لما تقوم به من متابعة واستقصاء لكافة الأمراض التي تنتقل بين الإنسان وحرصاً منها على اتباع نهج الشفافية لما يهم الصحة العامة فإنها توضح أنه ومع تسارع التغيرات المناخية، ودخول موسم الحج والعمرة فإنه تم تشخيص نمط نادر من فايروس «الكرونا»، أحد فايروسات الإنفلونزا الموسمية المعروفة حيث تم تشخيص ثلاث حالات مصابة بهذا الفايروس. وذكرت أن: «الحالة الأولى لمواطن سعودي بأحد مستشفيات محافظة جدة، والثانية لمواطن سعودي وآخر خليجي في بريطانيا أصيبا أخيراً، حيث توفى اثنان منهم ،ولا يزال الثالث يتلقى العلاج». وأضافت الوزارة في بيانها، : «إن غالبية المصابين بمرض «كرونا»، يتماثلون للشفاء، بعد تقديم علاج مساند وبسيط من دون مضاعفات، وفي حالات نادرة جداً تحدث مضاعفات تصيب الجهاز التنفسي والكلى، وقد تؤدي إلى الوفاة، خصوصاً لكبار السن ومن لديهم أمراض قلبية وصدرية مزمنة ونقص المناعة». وطمأنت الوزارة المواطنين والمقيمين أن هذه الحالات نادرة والوضع الصحي مطمئن، ولا يدعو للقلق، ودعت الراغبين في أداء الحج أو العمرة من داخل المملكة أو خارجها الالتزام بالتطعيمات، والإرشادات الصادرة من وزارة الصحة، والاهتمام بالنظافة الشخصية وغسل اليدين ولبس الكمامة في الأماكن المزدحمة وتغييرها دورياً.