شيع آلاف الفلسطينيين أمس القيادي في حركة «فتح» عبد العزيز شاهين (أبو علي) إلى مثواه الأخير في مدينة رفح. وشارك في تشييع شاهين، الذي توفي فجر أمس في مستشفى الشفاء في مدينة غزة بعد صراع مع مرض عضال، نواب وقياديون وكوادر ونشطاء من «فتح» وفصائل منظمة التحرير الفلسطينية، بينهم عضوا اللجنة المركزية للحركة صخر بسيسو ومحمد المدني، وأمين سر المجلس الثوري للحركة أمين مقبول الذين وصلوا من الضفة الغربية ظهر أمس. وكان شاهين، الذي عاد أول من أمس إلى غزة بعد رحلة علاجية في أحد مستشفيات مصر عانى خلالها من تدهور صحته في شكل كبير خلال الأشهر الماضية، طالب بعودته إلى غزة بعدما استشعر دنو أجله، كي يدفن فيها. وكانت حركة «حماس» التي تسيطر على القطاع سمحت قبل أشهر بعودة شاهين الذي فر مع مئات من قيادات «فتح» وكوادرها إبان الاقتتال الداخلي في حزيران (يونيو) 2007 إلى مدينة رام الله في الضفة الغربية. وعاد رئيس الحكومة التي تقودها «حماس» إسماعيل هنية شاهين أثناء تلقيه العلاج في مستشفى القدس. وكانت قوات الاحتلال الإسرائيلي اعتقلت شاهين أثناء مشاركته في الكفاح المسلح غداة احتلال الضفة الغربية بما فيها القدس وقطاع غزة، وقضى في السجون الإسرائيلية حوالى 15 عاماً. يتحدر شاهين من قرية بشيت التي احتلتها إسرائيل عام 1948، بعدما طردت سكانها الفلسطينيين، إثر معركة استشهد خلالها والده ذبحاً على أيدي قوات «هاغاناه». كما قتلت قوات الاحتلال خمسة من أعمامه إبان احتلال قطاع غزة في 1956 وعام 1967 ودفنوا في قبر جماعي في مدينة رفح. ولد أبو علي شاهين عام 1940 في قرية بشيت القريبة من مدينة الرملة غير البعيدة عن تل أبيب. وهجّرت العصابات الصهيونية عائلته مع مئات الآلاف إلى قطاع غزة عام 48. واستقرت عائلته في مخيم رفح للاجئين، حيث درس في مدارس المخيم المراحل التعليمية الثلاث، قبل أن ينتمي إلى حركة «فتح» في عام 1962 في قطر، ويتفرغ للعمل العسكري في «فتح - العاصفة» عام 1967 في معسكر الهامة في سورية. اعتقلت السلطات الإسرائيلية أبو شاهين في 25 أيلول (سبتمبر) 1967 وتم إطلاقه في 23 أيلول 1982، وكان مسؤول أسرى «فتح» في السجون الإسرائيلية خلال تلك الفترة، على رغم أنه قضى 12 عاماً منها في العزل الانفرادي. بعد إطلاقه فرضت سلطات الاحتلال عليه الإقامة الجبرية في منزله في مدينة رفح حتى أيار (مايو) 1983. وفي أعقاب إطلاقه من السجن عام 1982 أسس شاهين حركة الشبيبة الفتحاوية الذراع الجماهيرية للحركة. نفته سلطات الاحتلال بمفرده في أيار 1983 لمدة عامين إلى منطقة الدهينية، وهي قرية صغيرة أقصى الجنوب الشرقي للقطاع أغلقتها قوات الاحتلال وجعلتها ملاذاً للمتعاونين معها من الفلسطينيين. أبعدته إسرائيل إلى جنوب لبنان عام 1985 ومن هناك توجه إلى الأردن، وعمل في لبنان وتونس مع الشهيد خليل الوزير (أبو جهاد) في قيادة العمل المسلح «القطاع الغربي». انتخب عضواً في المجلس الثوري للحركة عام 1989. وعمل أميناً للسر ل «لجنة الإشراف العليا لقطاع غزة» (القطاع الغربي) نهاية عام 1991، ومسؤولاً للملفين التنظيمي والعسكري. عاد إلى أرض الوطن عام 1995 بعد توقيع اتفاقات أوسلو. وانتخب عضواً في المجلس التشريعي الأول (1996- 2006). وعمل وزيراً للتموين منذ أيار 1996 وحتى أيار 2003.