واصلت قوات الاحتلال حملاتها العدوانية في مناطق مختلفة من الضفة الغربية خلال اول وثاني ايام العيد اعتقلت خلالها ثمانية مواطنين على الأقل، فيما اصدر وزير الحرب الاسرائيلي شاؤول موفاز امرا باستئناف العمل في اقامة ثلاثة مقاطع من الجدار التوسعي حول القدسالمحتلة. ففي طولكرم، دهمت قوات الاحتلال فجر أمس مخيم نور شمس شرق المدينة وشنت حملة دهم للمنازل اعتقلت خلالها الشابين حسن رايق محمد حسين، وخليل اسماعيل ابو سليم بزعم انتمائهما لحركة الجهاد الاسلامي. كما اعلنت سلطات الاحتلال اعتقال خمسة مواطنين آخرين فجر أمس من بلدة سلواد شرق رام الله. وقالت ان اربعة منهم من كوادر (حماس) والأخير من حركة (فتح). وكانت هذه القوات دهمت بلدة قباطية جنوب جنين مساء يوم العيد وشنت عمليات دهم وتفتيش في منازل المواطنين واعتقلت خلالها قيادياً من حركة الجهاد الاسلامي. فقد حاصرت اكثر من 20 آلية عسكرية احد المباني في حي ابو الرب واطلقت نيران اسلحتها الرشاشة باتجاهه قبل اقتحامه حيث اعتقلت الشاب عماد الدين كميل الذي تزعم انه مسؤول سرايا القدس في البلدة. كما توغلت فجر أمس في مدينة ومخيم جنين وسط إطلاق نار كثيف وقنابل صوتية، دون ان يبلغ عن اعتقالات. من جهة اخرى، أصدرت احدى محاكم الاحتلال حكما جائرا بالسجن المؤبد 35 مرة متعاقبة على الاسير عباس السيد (40 عاما)، احد قياديي كتائب القسام الجناح العسكري لحركة (حماس) في طولكرم، بتهمة التخطيط والتدبير للهجوم الاستشهادي في عيد الفصح من عام 2002 في فندق «بارك» والذي قتل فيه 30 اسرائيليا. وقالت المحكمة ان السيد الذي اعتقل بتاريخ 8 (أيار) 2002، كان يرأس الجناح العسكري لحماس في طولكرم وقد ادين ب 35 عملية قتل وبأنه «عضو في تنظيم ارهابي». كما وجهت محكمة بئر السبع لائحة اتهام بحق اسير من حركة (حماس) من سكان مخيم جباليا بقطاع غزة زاعمة انه حاول التسلل الى الضفة الغربية وانشاء خلية «ارهابية» هناك. وكانت قوات الاحتلال اعتقلت الشاب شادي حلاوة من مخيم جباليا في 12 كانون الأول (ديسمبر) الماضي في منطقة قريبة من النقب الجنوبي. وادعت الأجهزة الأمنية الاسرائيلية ان حلاوة امر بتشكيل خلية تابعة لحماس من اجل خطف جنود اسرائيليين واستخدامهم كورقة ضغط على اسرائيل من اجل الافراج عن المعتقلين الفلسطينيين. وحسب المصادر الاسرائيلية فإن حلاوة غادر قطاع غزة عبر معبر رفح، باستخدام وثيقة مزيفة بذريعة تلقي العلاج الطبي في مصر. وهناك استاجر مهربا مصريا بمبلغ الف دولار من اجل ان يوصله الحدود بين سيناء و إسرائيل وعندما وصل الى الجانب الاسرائيلي اعتقل هناك هو وعدد من المتسللين. وزعمت مصادر أمن الاحتلال ان حلاوة كان ناشطا في حركتي (حماس) و(الجهاد) ومتهم بالقيام بعدة هجمات ضدّ قوات الاحتلال في غزة وهو المسؤول عن ارسال فدائي نفذ عملية قرب منطقة ايرز في العام 2003 واسفرت عن مقتل أربعة جنود. على صعيد اخر، اصدر وزير الحرب الاسرائيلي أول من أمس امرا ببناء سياج مؤقت في ثلاثة قطاعات حول القدسالمحتلة والتي كانت جمد العمل فيها بأمر من المحكمة العليا الاسرائيلية. ويأتي قرار موفاز للالتفاف على أحكام صدرت عن المحكمة العليا تقضي بتعليق العمل في جدار الإسمنت الذي تبنيه اسرائيل. وكان موفاز قام بجولة في المناطق التي اوقف بناء الجدار فيها وهي بير نبالا، وشعفاط شمال المدينة وجبل المكبر جنوبا. ونقلت صحيفة (هآرتس) عن مسؤولين في مكتب موفاز قولهم انه امر فقط ببناء سور مؤقت لإغلاق الفجوات في تلك المناطق الى ان تقرر المحكمة باستئناف بناء الجدار، في ضوء تحذيرات اوردها جهاز المخابرات عن نية فلسطينيين التسلل الى اسرائيل عن طريق هذه الفجوات. يشار إلى إن (اسرائيل) انتهت من بناء 25 كيلومترا من هذا الجدار، وما زال العمل متواصلاً لبناء نحو 40 كيلومترا أخرى.