يوماً بعد يوم تتّكشف أرقام الوجع، وقوائم "التضييق" على قطاع غزة بسبب "لسعات" الحصار الإسرائيلي المستمر والمتواصل منذ عام 2007. ومن بين هذه اللوائح يتراجع حجم الصادرات من القطاع إلى الخارج بنسبة 98%، وتتدنى بشكل غير مسبوق عما كانت عليه قبل إغلاق المعابر وفرض الحصار على غزة. ويكشف مدير عام التسويق والمعابر في وزارة الزراعة في حكومة غزة المقالة تحسين السقا، عن حجم هذا التدني، والذي أكد على أن ما يتم تصديره من خارج القطاع لا يتجاوز نسبة ال2%. وقال السقا إن حجم الصادرات من القطاع إلى الضفة والدول الأوروبية، يسجل أدنى مستوياته خلال الأعوام القليلة الماضية إذ وصل تراجعه إلى 98%، مشدداً على أن صورة أخرى ترسمها أرقام تختلف بكاملها عما كانت عليه قبل إغلاق المعابر وفرض الحصار على قطاع غزة. وكانت 7 معابر حدودية مفتوحة تحيط بقطاع غزة قبل عام 2007، غير أن الحصار الإسرائيلي المشدد والمفروض عقب أحداث الحسم العسكري بين حركتي فتح وحماس، والتي انتهت بسيطرة الأخيرة على القطاع، دفع السلطات الإسرائيلية لاعتماد معبرين وحيدين فقط. واعتمدت إسرائيل معبر كرم أبو سالم (كيريم شالوم) (بين مصر وغزة وإسرائيل) معبراً تجارياً وحيداً، حصرت من خلاله إدخال البضائع إلى القطاع، فيما أبقت على معبر بيت حانون (إيريز) (شمالي القطاع) بوابة لتنقل الأفراد بين غزة وإسرائيل ويصف "السقا" ما تقوم به إسرائيل ب"القتل المتعمد" لصادرات المدينة المحاصرة والتي لا تسمح بتسويقها إلى الضفة أو السوق الإسرائيلي إلى جانب الأسواق الأوروبية . وعلى الرغم من أن عام 2012 شهد لأول مرة منذ فرض الحصار تصدير 10 مليون زهرة، 608 طن توت أرضي، 125 طن بندورة " طماطم " شيري، 50 طن فلفل حلو؛ إلا أن السقا وصف هذه النسبة ب"المتدنية جدا". وأورد للأناضول الأرقام التي تكشف حجم التدني حيث أن: "صادرات غزة إلى السوق الإسرائيلي قبل الحصار كانت من 30- 40 ألف طن سنوياً من مختلف أنواع الخضار "بندورة، فلفل حلو، الكوسا"، 10 آلاف طن سنوياً للضفة، و10 آلاف طن سنوياً للأسواق الأوروبية والعربية "، أما الآن فقد انخفض حجم صادرات الخضار إلى أقل من 1000 طن. أما الزهور فكانت بنسبة 40 - 50 مليون زهرة ، واليوم لا يتم تصدير سوى "10" مليون زهرة. ولا حل لهذه الأرقام التي تتدّنى سوى فتح الأسواق العربية والأوروبية أمام صادرات غزة، والتي أكد "السقا" على جودتها وقدرتها على المنافسة. وطالب السقا بالضغط على الاحتلال لفتح جميع المعابر والسماح بالتبادل التجاري والتسويق بين غزة والضفة وعدم إعاقة تصدير المنتجات الفلسطينية إلى الخارج. ولإنقاذ صادرات غزة قال "محفوظ الكباريتي" رئيس الاتحاد الفلسطيني للصيد والرياضة البحري، إن المتضامنين والناشطين الدوليين والفلسطينيين اقترحوا تسيير قافلة من غزة إلى الخارج تحمل الصادرات. وقال الكباريتي إن على العالم أن يتدخل لوقف معاناة غزة، ووقف إغلاق المعابر أمام البضائع والصادرات. وستكون السفينة التي تحمل الصادرات جاهزة بنهاية الصيف الجاري، بتأكيد الكباريتي أحد القائمين على الفكرة، والذي تمنى الضغط على الاحتلال للموافقة على تسيير السفينة من غزة إلى الخارج، ووقف ما وصفه بالعقاب الجماعي ضد المدينة المحاصرة وسكانها .