أعلن وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف أمس، أن العلاقات بين بلاده والولايات المتحدة «في الحضيض» بسبب أزمة أوكرانيا، مشيراً إلى أن هذا الوضع «سيستمر طويلاً». وكان الرئيس الروسي فلادمير بوتين انتقد في مقابلة مع صحيفة صربية الأسبوع الماضي، اتخاذ نظيره الأميركي باراك أوباما موقفاً «عدائياً» من موسكو المتهمة بإرسال جنود وأسلحة إلى الانفصاليين الموالين لها في شرق أوكرانيا. وقال لافروف أمام مشاركين في ندوة ل»الجامعة المدنية» نظمها حزب «روسيا الموحدة» الحاكم: «بلغت العلاقات الحضيض، وآمل بأن يبلغ انهيار التعاون بيننا حدّه الأدنى، وألا يزداد. لكنني أرى أن فترة تردي العلاقات ستطول ليس فقط لأن أزمة أوكرانيا تحتاج إلى وقت، بل لأن مراجعة الأميركيين موقفهم في العالم ستأخذ وقتاً». وتابع: «موقف واشنطن الحالي لن يؤدي إلى أي تحسن. والأفضل أن نفكر في أساليب توحيد جهودنا في شكل بناء، وليس نحو فرض عقوبات من طرف واحد»، في إشارة إلى العقوبات الأميركية والأوروبية على بلاده بسبب أزمة أوكرانيا. واستبعد الوزير الروسي حصول تغييرات كبيرة «قبل أن تدرك واشنطن إن العالم بات متعدد الأقطاب»، لكن استدرك أن «الوضع الحالي لا يقارن بمرحلة الحرب الباردة». تزامن ذلك مع توتر مستمر في شرق أوكرانيا حيث وقع انفجار في مصنع كيماوي ينتج متفجرات قرب مطار مدينة دونيتسك الذي تدور فيه معارك ضارية بين القوات الحكومية والانفصاليين الموالين لروسيا، ولم يؤد الانفجار إلى سقوط ضحايا، فيما تحدثت كييف عن سقوط قتيلين في هجومين بمدينة لوغانسك المجاورة. واتهمت منظمة العفو الدولية قوات كييف والانفصاليين ب «ارتكاب فظاعات وعمليات قتل متعمدة، ولكن ليس بالحجم الذي أعلنته موسكو». وحققت المنظمة خصوصاً في تقارير حول قبور جماعية اكتشفت في منجم قرب قرية نيازنيا كرينكا شرق دونتيسك نهاية أيلول (سبتمبر) الماضي، وزعمت موسكو العثور على أكثر من 400 جثة فيها. وقالت إن وفدها «عثر على أدلة قوية تدين قوات كييف بإعدام 4 أشخاص». على صعيد آخر، زار المفوض الأوروبي للطاقة غونثر اوتينغر كييف أمس، سعياً إلى إقناع قادة أوكرانيا بالموافقة على حل وسط يسمح بتفادي انقطاع إمدادات الغاز الروسي إلى الاتحاد الأوروبي عبر أوكرانيا خلال فصل الشتاء. وينص الحل على سداد كييف 3,1 بلايين دولار بلا متأخرات الفواتير المستحقة لشركة «غازبروم» الروسية، من بينها بليونان قبل نهاية الشهر الجاري، في مقابل استئناف «غازبروم» إمدادات الغاز إلى أوكرانيا المتوقفة منذ حزيران (يونيو) عبر تسليم 5 بلايين متر مكعب بسعر 385 دولاراً للألف متر مكعب. وكان بوتين دعا خلال لقائه الرئيس الأوكراني بيترو بوروشينكو وقادة أوروبيين في ميلانو الجمعة الماضي بوروشنكو إلى مساعدة أوكرانيا التي تعاني صعوبات مالية، لتسوية ديونها من الغاز.