هدد زعيم عشائر الدليم في العراق الشيخ علي الحاتم بالتصدي لمحاولات نقل مقاتلين عراقيين الى سورية لدعم النظام. وطالب بانسحاب الجيش والشرطة الاتحادية من محافظة الانبار. وقال الحاتم في تصريحات الى «الحياة» ان «الحشود العسكرية في الانبار بالآلاف مع الاسلحة الثقيلة، وهذا يثير مخاوف اهالي المحافظة»، وحذر من تداعيات الوضع السوري على العراق. وشهدت محافظة الانبار منذ اسابيع حشوداً عسكرية كبيرة تم استقدامها من جنوب البلاد، ونفذت اول من امس عملية واسعة النطاق بمشاركة 20 الف عسكري في صحراء المحافظة واطراف المدن لملاحقة عناصر تنظيم «القاعدة». وقال الحاتم الذي يعتبر ابرز قادة الاعتصامات الرمادي ان «الوجود المكثف للقوات الامنية في المحافظة يثير قلق الجميع، خصوصاً مع وجود قضيتين مهمتين في الانبار الاولى الاعتصامات المتواصلة ضد الحكومة والثانية اجراء الانتخابات المحلية الشهر المقبل». وأشار الى ان «هناك اربع فرق عسكرية تابعة للجيش في المحافظة اضافة الى المئات من عناصر (سوات) سيئة الصيت»، ولفت الى ان «اهالي المدينة يطالبون بخروج هذه القوات خوفاً من تصرفات استفزازية قد تفضي الى مواجهة مسلحة مع المعتصمين المستعدين للدفاع عن انفسهم». وأكد ان العملية الامنية التي نفذتها قوات الجيش في الانبار اول من امس ادت امس (اليوم) الى اعتقال العشرات من الابرياء في اطراف المدن معظمهم مزارعون لا ذنب لهم، واعتبر «استمرار سياسات الحكومة الموجهة ضد اهل السنة لن تمر من دون عقاب». وقال ان «الانتخابات المحلية المقرر اجراؤها الشهر المقبل ستكون تحت ضغوط الحكومة وقوات الامن»، وأوضح ان «المرشحين يخشون على انفسهم، فضلاً عن عزوف الناخبين عن المشاركة في الانتخابات». وفند الانباء التي تحدثت عن نية المعتصمين انهاء اعتصامهم، وقال ان الحكومة «تستخدم وسائل سياسية واخرى امنية لفض التظاهرات لكنها لم تنجح حتى الآن»، وأضاف: «لا يوجد اي حوار مع الحكومة فهي لا ترغب فيه بل تسعى إلى حوارات مطولة لكسب الوقت ولتحجيم اعداد المشاركين في التظاهرات». وعن مستقبل الاعتصامات في المدينة، شدد الحاتم على ان «صبر المتظاهرين بدأ ينفد وجميع الخيارات مطروحة بما فيها المواجهة المسلحة»، وأوضح ان «الحوار مع الحكومة اصبح بعيد المنال بسبب المماطلة والتسويف التي ينتهجها رئيسها نوري المالكي». الى ذلك، حذر الحاتم من تداعيات الازمة السورية على العراق بمشاركة «مسلحين عراقيين الى جانب النظام السوري»، وأشار الى وجود «خطط ممنهجة لارسال المسلحين العراقيين من عناصر ميليشيات شيعية مدعومة من ايران إلى سورية من خلال منفذ الوليد الحدودي». ولفت الى ان «وجود عراقيين يقاتلون الى جانب بشار الاسد قد يفتح جبهة نزاع جديدة في العراق»، وقال ان «اهالي الانبار متخوفون اكثر من غيرهم من احتمال انتقال المسلحين في سورية الى البلاد وستكون الانبار ضحية هذا الامر». وعن حديث قادة التظاهرات ايام الجمع عن تزايد نشاط ميليشيات في بغداد، اكد وجود معلومات خطيرة تفيد بأن «عناصر الامن تتعاون مع المليشيات في استهداف المناطق السنية».