هاجم رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي "جيش العشائر" الذي شكَّله المعتصمون في المحافظات الغربية والشمالية وعدَّة "ميليشيات تمول من الخارج لتنفيذ أجندات معروفة". وقال بنبرة تهديد "أنتم لا تشكِّلون شيئاً في مواجهة الحكومة، لو لا حرصنا على الدم العراقي". وسعى لاسترضاء شيوخ العشائر قائلاً خلال مؤتمر عقد بمبنى وزارة الداخلية "المستقبل نستكشفه من مواقفكم ولن تخيب آمالنا فيكم، لأنكم تشكِّلون ضمانة حقيقية لحماية العراق من العابثين، وهذا ما أثبتموه في المواقف الصعبة التي وضعنا فيها، وللأسف فإن العراق يتلاطم حالياً في بحرٍ من الفتن والأمواج الضارية، ونحتاج للخروج من هذه المحنة إلى الوحدة والتلاحم.. وهذه المعاني يعرفهاً جيدا أبناء القبائل والعشائر، لأنهم يدركون أن البلد إذا ضاع فقد ضاعت الكرامة والعزة والمستقبل". وحذر المالكي من الاستجابة لدعوات تشكيل أقاليم على أسس طائفية قائلاً "هذه فتنة تحركها مخابرات أجنبية"، فيما أبدى تأييده لإقامة أقاليم دستورية بعيدة عن المخططات الخارجية. وجاء هجوم المالكي بعد إعلان مجلس شيوخ عشائر الأنبار الموحَّد اكتمال التحضيرات والاستعدادات العسكرية والفنية اللازمة لمواجهة أي اعتداء عسكري من قبل الحكومة العراقية يستهدف ساحات الاعتصام الذي أعلن قادته أنهم أسَّسوا جيشاً للعشائر لغرض الحماية فقط ولا غير. وقال أمير عشائر الدليم الشيخ علي الحاتم "جيشنا ليس ميليشيا مسلحة كالتي تدعمها إيران أو جماعة إرهابية كتنظيم القاعدة، ولكنه كيان معلوم المهام وهدفه الوحيد صد أي اعتداء حكومي على المتظاهرين". وأشار إلى أنه يهدفون إلى منع تكرار وقوع مأساة في الأنبار كما حصل في الحويجة، وتابع "الحكومة سحبت الحماية الخاصة بساحات الاعتصام، وصار من الضروري توفير الحماية بأنفسنا". بدوره حذر نائب رئيس مجلس محافظة الأنبار، سعدون الشعلان، من انهيار الوضع الأمني في المدينة، موضحاً أن الأنبار ليست محافظة محلية، بل هي منطقة إقليمية تربطها بسورية علاقات تاريخية ودينية واجتماعية، وأن الحدود بينهما باتت مفتوحة بعد سيطرة جبهة النصرة على مناطق البوكمال ودير الزور والميادين، مما يعني أن أي حرب في الأنبار ستجر دولاً أخرى بالمنطقة.