أعلن وزير المال العراقي المستقيل رافع العيساوي أنه نجا من محاولة اعتقال نفذتها قوة من الجيش تدعمها طائرات هليكوبتر في صحراء محافظة الأنبار. ووصف رئيس الوزراء نوري المالكي ب «القائد العام للميليشيات». ورجحت لجان التنسيق التي شكّلها المعتصمون ان تتجه الحكومة إلى الحل الأمني، مؤكدة وجود مذكرات قضائية للقبض على عشرات الناشطين. وأعلن العيساوي أمام المعتصمين في الأنبار مساء أول من أمس انه كان متوجهاً الى مجلس عزاء في مدينة الرطبة القريبة من الرمادي،عندما اعترضت موكبه «قوة عسكرية مدججة بالسلاح ومدعومة بطائرات هليكوبتر». وأضاف ان «الحكومة ادعت بأنني كنت متوجهاً الى عمان، وهذا غير صحيح فقد كنت في الاردن قبل ايام، وسافرت ثلاث مرات خلال هذه الفترة الى عمان». وزاد ان محاولة اعتقاله كانت الثانية خلال بضعة ايام. وتابع مخاطباً رئيس الحكومة نوري المالكي: «كنت أتوقع من القائد العام للقوات المسلحة القائد العام لميليشيات عموم العراق ان يقول لنا من قتل المتظاهرين في الأنبار»، وأكد ان «المعتصمين سيواصلون احتجاجاتهم حتى تحقيق مطالبهم». ودانت رئاسة إقليم كردستان بشدة محاولة اعتقال العيساوي وأعلنت أن من «شأن هذه الممارسات زيادة تأزيم الوضع، وتعميق الشرخ بين مكونات الشعب». وأضافت في بيان أمس: «علمنا ان قوة عسكرية حاولت القبض على العيساوي. إننا نشجب هذا الإجراء الاستفزازي، وندين مثل هذه الممارسات». وانتقدت «زج الجيش في الصراع السياسي في مخالفة للدستور»، وحذرت من أن «الإصرار على اعتماد الجيش والتمادي في زجه في الخلاف الدائر بين أطراف العملية السياسية، لن يحول دون تصعيد التوتر، وإنما يسرّع وتيرته، وتنجم عنه تداعيات وتبعات خطيرة». واستنكر نائب رئيس الوزراء لشؤون الخدمات القيادي في «العراقية» صالح المطلك الحادث وقال في بيان امس ان «العراقية تستنكر محاولة الاعتداء التي تعرض لها العيساوي أثناء ذهابه لتأدية واجب العزاء برئيس المجلس المحلي لقضاء الرطبة غرب محافظة الأنبار». وأشاد المطلك ب «مواقف شيوخ عشائر الأنبار الذين رافقوا العيساوي ووجهوا بعدم الاحتكاك مع هذه القوات»، وزاد أن «توجيه الشيوخ كان له الأثر الكبير في منع فتنة كبيرة كادت أن تقع لولا تدخلهم، جراء تصرف لامسؤول من قبل الأجهزة الأمنية». وأكد أنه «وباقي قادة العراقية لن يبقوا في مواقعهم ليكونوا شهود زور على عملية سياسية تستهدف شركاءنا بهذه الطريقة». الى ذلك، أكد الناطق باسم لجان التنسيق سعيد اللافي ل»الحياة» وجود «مذكرات قضائية لاعتقال الناشطين في تظاهرات الأنبار». وقال إن «معلومات سرية وصلت الينا من قادة أمنيين تشير الى ان قوات الجيش تعتزم اعتقال شيوخ عشائر ورجال دين يدعمون الإعتصامات». وأضاف ان «الأنبار تشهد انتشاراً عسكرياً مخيفاً، والأوضاع غير مطمئنة والأمور مرشحة للتصعيد إذا ضيّقت قوات الأمن على المتظاهرين».