أعرب الأكراد الذين يدافعون عن مدينة عين العرب (كوباني) الكردية شمال سورية، عن ارتياحهم إزاء إلقاء الطائرات الأميركية أسلحة قرب هذه المدينة السورية المحاذية للحدود مع تركيا، في وقت أفيد بأن مقاتلات التحالف الدولي - العربي دمرت شحنة سلاح «ضلت طريقها» قبل وقوعها في أيدي تنظيم «الدولة الإسلامية» (داعش). وأفاد الجيش الأميركي بأنه شن غارات على مناطق في عين العرب، كان بينها واحدة لمنع وقوع شحنات السلاح بأيدي تنظيم «داعش»، لافتاً إلى أن الضربات دمرت آليات للتنظيم. وأفاد «المرصد السوري لحقوق الإنسان» بأن مقاتلات التحالف شنت غارة استهدفت تجمعاً لتنظيم «الدولة الإسلامية» قرب ساحة الحرية في مدينة عين العرب «بالتزامن مع اشتباكات بين مقاتلي تنظيم «الدولة الإسلامية» ووحدات حماية الشعب الكردي في محيط المربع الحكومي الأمني بالمدينة، فيما جدد تنظيم «الدولة الإسلامية قصفه بقذيفتين على مناطق في المدينة». ونفى «المرصد» انسحاب تنظيم «الدولة الإسلامية» من خطوط الاشتباكات أو من المدينة أو أجزاء منها، قائلاً إن «وحدات حماية الشعب الكردي حاولت خلال هجماتها في الأيام الفائتة استهداف تنظيم «الدولة الإسلامية» في الجهة الجنوبية الغربية من المدينة من أجل طرده من هذه المنطقة، ووصلها جغرافياً مع المنطقة الغربية التي تسيطر عليها الوحدات». وأشار إلى أن تنظيم «الدولة الإسلامية» أرسل ليل أول من أمس «إمدادات من عديد وعتاد وصلت تباعاً وعلى دفعات إلى أطراف مدينة عين العرب مقبلة من مدن جرابلس ومنبج والباب بريف حلب الشمالي الشرقي، وذلك خوفاً من استهدافها من جانب طائرات التحالف العربي - الدولي». وكان الناطق باسم «وحدات حماية الشعب» الكردية ريدور خليل قال إن الأسلحة والذخائر التي ألقتها طائرات أميركية قرب مدينة عين العرب ستساعد المقاتلين الأكراد كثيراً في مواجهة «الدولة الإسلامية». وأضاف أنه «سيكون لها تأثير إيجابي» في سير المعركة سواء كانت من الناحية المعنوية أو حتى من الناحية العملية، لكنه أضاف أيضاً «أنها غير كافية» لحسم المعركة. وأفاد «الاتحاد الوطني الكردستاني» في بيان أنه «منذ أكثر من 10 أيام، ونحن في تواصل حثيث مع أميركا من طريق قوات مكافحة الإرهاب، بغية إيصال تلك المساعدات العسكرية واللوجيستية اللازمة لمقاتلي كوباني عبر الجو». وزاد: «لحسن الحظ تكللت هذه الخطة بالنجاح، وتم في الساعة (2:15) من صباح اليوم (أمس) بتوقيت كردستان، إيصال 24 طناً من الأسلحة والذخائر والأدوية المهمة من ترسانة الاتحاد الوطني الكوردستاني، وعبر سلاح الجو الأميركي إلى مدينة كوباني». وأعرب الحزب عن «الأمل في أن يكون الاتحاد الوطني الكوردستاني ومن خلال إيصال هذه المساعدات فتح بوابة لإيصال مساعدات مستمرة لهذه المدينة الباسلة، عبر سلاج الجو للدول الصديقة» في إشارة إلى تركيا. وأعلنت حكومة إقليم كردستان أنها «قامت بإرسال شحنة من الأسلحة والذخيرة والمعدات العسكرية إلى مدينة كوباني، وذلك في إطار المساعي التي يقوم بها الإقليم لدعم المقاومة الكردية في كوباني»، منوهة بالموقف الأميركي. وقال رئيس الإقليم مسعود بارزاني إن حكومة الإقليم «تبذل ما في وسعها لدعم المدينة ومساندتها وحمايتها من تهديدات عناصر تنظيم «داعش» الإرهابي، لكن الجغرافيا تمنعهم من تقديم المزيد من الدعم والمساندة، فضلاً عن أن حكومة الإقليم تتواصل مع الولاياتالمتحدة الأميركية والحكومة التركية في شكل مستمر بهدف دعم كوباني وحمايتها». وقال الناطق باسم «وحدات حماية الشعب» ريدور خليل إن «المساعدات العسكرية (...) كانت جيدة وأميركا مشكورة على هذا الدعم وستؤثر إيجاباً في سير العمليات العسكرية ضد «داعش» وما زلنا نأمل بالمزيد»، مؤكداً أن هذا الدعم «سيساعد كثيراً»، لافتاً إلى أنه جرى التنسيق بين المقاتلين الأكراد وقوات التحالف الدولي - العربي لتسليم الأسلحة في أول عملية من نوعها تعلن عنها قوات التحالف منذ بدء الهجوم على كوباني في 16 أيلول (سبتمبر) الماضي. ورفض الناطق الكشف عن تفاصيل، لكنه قال إن المقاتلين الأكراد يحتاجون إلى «الإمداد بالأسلحة المتطورة، خصوصاً الثقيلة (...) في ظل امتلاك «داعش» أسلحة نوعية (...) حصل عليها في الموصل وباقي المناطق التي اجتاحها» في سورية والعراق المجاور. يذكر أن الأكراد ضاعفوا خلال الأسابيع الماضية مناشدة دول التحالف الدولي تعزيز وسائل مقاتلي «وحدات حماية الشعب» الذين يعانون نقصاً في الكثير من العتاد مقارنة بالجهاديين الذين يحاولون السيطرة على ثالث مدينة كردية في سورية. وفي ظل هذه التطورات، اعتبر «المرصد السوري لحقوق الإنسان» أن موازين القوى قد تتغير في أي لحظة. في المقابل، طالب «الائتلاف الوطني السوري» المعارض بأن تشمل الضربات قوات الرئيس السوري بشار الأسد منتقداً حصرها ب «داعش». وفي السياق ذاته، قال وزير الدفاع الفرنسي جان إيف لودريان مساء الأحد في الدوحة: «يجب ألا نكون أمام خيار بين ديكتاتورية دموية وإرهاب قاتل» في سورية. وأردف لودريان الذي كان يتحدث أمام الجالية الفرنسية في الدوحة: «لا يوجد هذا أو بالحري ذاك».