كان الإعلامي وائل الإبراشي، مقدم برنامج «العاشرة مساء» على فضائية «دريم» المصرية، على موعد في الحادية عشرة ليل الأحد بتوقيت القاهرة مع أزمة جديدة لم تكن القناة في حاجة إليها، فهو محور الحديث الرئيسي للعاملين في «دريم» وإدارتها منذ فترة، بعد تفكيره في التعاقد مع فضائية جديدة. وتردد بقوة اسم قناة «الحياة»، خصوصاً بعدما أصبحت شركة «بروموميديا» الوكيل الإعلاني لها، المتعاقدة أيضاً مع وائل الإبراشي، ويمكنه التعاقد مع أي فضائية من خلالها، وترك برنامج «العاشرة مساء» الذي قدمه بعد رحيل الإعلامية منى الشاذلي وانتقالها الى «أم بي سي مصر» قبل أن تستقر في «سي بي سي». أزمة الإبراشي الجديدة هي قطع البث عنه أول من أمس أثناء تقديمه برنامجه، وانتظاره بعدها في الأستوديو لساعتين إلى حين عودة البث، لكنّ إدارة القناة أبلغته أنه لن يعود بث البرنامج على الهواء، ولذا اعتذر الإبراشي لشعبان عبدالرحيم الذي كان ضيف الفقرة التالية قبل قطع الهواء. وائل الإبراشي فسر ل «الحياة» ما حدث بأنه قرار سياسي بالدرجة الأولى عكس ما يتردد عن أنه تقني لاسيما أنه في بداية الحلقة وجه هجوماً قاسياً للإهمال في قطاعَي الصحة والتعليم، هو الذي اعتاد مواجهة الفساد أياً يكن الحاكم - وفق ما أوضح - كما أشار إلى أنه أُبلغ قبل الحلقة الأخيرة بأن وزيري التربية والتعليم والإسكان هددا بالاستقالة من الحكومة بسبب كشفه بعض الملفات المتعلقة بالوزارتين، ما أغضب الحكومة منه بسبب مواجهته للإهمال من خلال البرنامج. وقال الإبراشي إن الحلقة بدأت بإظهار أدلة جديدة تتعلق بالسيدة التي وضعت مولوداً في الشارع أمام مستشفى كفر الدوار في البحيرة والتي أصبحت محور حديث الشارع المصري في الساعات الأخيرة، وتثبت هذه الأدلة أن المستشفى والأطباء تورطوا بمنعها من الولادة داخل المستشفى في شكل يدين وزارة الصحة. وأشار إلى أنه أوضح لإدارة «دريم» وللمسؤولين في الحكومة أنه لن يتردد في فتح ملفات موت التلاميذ في المدارس أو أي ملفات متعلقة بحماية المواطنين أو بالفساد في أي وزارة مادام كلامه موثقاً بالمستندات والقواعد الإعلامية، موضحاً أنه لا يبحث عن الإثارة بمقدار ما يهتم بخدمة المشاهد والتواصل مع مشاكله. وأكد الإبراشي أن وقف البث في شكل مفاجئ عن برنامج «العاشرة مساء» بسبب ضغوط مارسها وزراء لن يقلل من إيمانه ب «ثورة 30 يونيو» التي ترفض الفساد بشتى أنواعه. على صعيد آخر، مازال موقف إدارة «دريم» غامضاً تجاه الأزمة، إذ ترفض التصريح بسبب قطع البث عن برنامج «العاشرة مساء» وهل هو سياسي فعلاً كما أكد وائل الإبراشي أم أنه مرتبط بأمور تقنية مثلما يردد بعض العاملين في إدارة التنفيذ في المحطة التي كانت لها مشكلة سابقة مع إدارة مدينة الإنتاج الإعلامي قبل نحو عامين تقريباً بسبب بث بعض برامجها من خارج مدينة الإنتاج وهي استوديوات «دريم». كما يتردد أن هناك بعض المستحقات المالية المتأخرة لم تسدد لمدينة الإنتاج ولشركة «نايل سات» وهو الأمر الذي لم تؤكده أو تنفِه إدارة «دريم». وتبدو واقعة قطع البث عن برنامج وائل الإبراشي مؤشراً الى ما يقال عن أن هناك اتجاهاً إعلامياً جديداً سيفرض نفسه على الساحة الفضائية المصرية وهو تقليل عدد برامج «التوك شو» والاهتمام أكثر ببرامج المنوعات على اعتبار أن المشاهد ملّ الأولى وتراجعت نسب مشاهدتها، كما أن هناك من يراها تشعل العديد من الأزمات في الشارع المصري، لذا لابد من مراجعة مضمونها وأفكارها. وستحدد الفترة المقبلة مصير هذه البرامج التي كان لها دور كبير في ثورتي «25 يناير» و «30 يونيو» وساهمت في شكل ما في حشد المتظاهرين عندما كانت تحظى بمشاهدة كبيرة في السنوات الثلاث الأخيرة حتى أنها انتصرت على الدراما وبرامج المنوعات.