تزدهر في كابول، حفلات الزفاف الجماعية المنخفضة التكلفة في أوساط الشبان الذين لا يستطيعون تكبد النفقات الباهظة لهذه المناسبات. ففي افغانستان، تم منع الزيجات الباذخة ابان حكم طالبان بين 1996 و2001. لكن بعد سقوط النظام المتشدد، أغرق الاقتصاد المحلي ببلايين الدولارات واصبح الزواج صناعة حقيقية ما ارسى مفاهيم اجتماعية جديدة تتعلق بحفلات الزفاف الباهظة التكلفة والمليئة بالاستعراض. ومع ان هذا الترف متاح بالنسبة الى طبقة الاثرياء الجدد في افغانستان، لكن الشبان غير الميسورين غالباً ما يضطرون الى تأجيل زواجهم لسنوات بسبب عدم قدرتهم على تكبد التكاليف المترتبة عن هذه الخطوة. وقد ظهرت في السنوات الاخيرة صالات ضخمة كثيرة مخصصة لاستضافة حفلات الزفاف لأزواج يأتون بسيارات ليموزين ويشارك فيها مئات المدعوين. وفي كابول اليوم، تصل تكلفة زفاف من هذا النوع الى ما بين 10 و20 الف دولار، ما يوازي سنوات طويلة من العمل بالنسبة لغالبية الافغان وغير متيسر تالياً. ولكن مع حفلات الزفاف الجماعية، وهي ظاهرة جديدة في افغانستان لكن منتشرة في بلدان آسيوية عدة، تتولى جمعيات خيرية اسلامية مثل "ابو الفضل"، دفع تكاليف هذه المناسبات بفضل التبرعات. ويوضح الصحافي مجتبى رحيمي (24 سنة) وبجانبه عروسته "عقدت خطوبتي قبل سنتين، لكنني لم اكن املك المال المطلوب لاقامة حفل زفاف كبير. ثم سمعت عن هذه الجمعية عبر وسائل الاعلام. فسجلت اسمي واليوم، ها أنا أتزوج". وتحصل هذه الحفلات في قاعة كبرى يتم فيها فصل الرجال عن النساء بحاجز من الاعمدة التي تقسم الصالة الى جزءين. إلا ان جميع الحاضرين باستطاعتهم رؤية ما يجري في الحفل لناحية المراسم والعروض. ويضيف مجتبى "ليس الأمر عبارة عن حفل استقبال ضخم، بل هو روحي اكثر. آمل ان يزيد عدد الازواج الذين سيتزوجون بهذه الطريقة وبأن يصبح ذلك عرفاً في افغانستان". وفي افغانستان، احد افقر بلدان العالم والذي يعتمد بشكل كبير على المساعدات الاجنبية، يدفع الشبان تكاليف حفل الزفاف والحلي لعروس المستقبل والمهر للعائلة. وبحسب موسى البالغ 29 سنة: "الحفلات الباهظة التكلفة تمنع الناس من الزواج". وقد تأخر هذا الموظف الرسمي الذي عقد خطوبته قبل ثلاث سنوات عن الاقدام على الزواج للاسباب المادية المعروفة. وبات موسى يطالب بتعميم حفلات الزفاف الجماعي "للكف عن دفع العائلات الى انفاق ثروات في مقابل ليلة واحدة". وهذه السعادة تشاطرها العرائس ايضاً. وتقول فاطمة البالغة 19 سنة وقد غطت وجهها بوشاح "انا سعيدة للغاية لأنني اتزوج اليوم. آمل ان يصبح هذا النوع من الزيجات دائما كي يتمكن الازواج الشباب من الانطلاق جيدا في حياتهم الجديدة". وكلف حفل الزفاف في هذا اليوم 66 الف دولار، بحسب حسن تنظيم المسؤول عن جمعية ابو الفضل الخيرية. وشارك نحو 3 الاف مدعو فيه. وقد دفع كل ثنائي من الازواج المئة المشاركين في الحفل مبلغاً ضئيلاً يساوي جزءاً يسيراً من تكاليف حفلات الزفاف الخاصة الحاصلة حالياً. ويوضح نظيم "قررنا تنظيم حفلات الزفاف الجماعية هذه بعدما لاحظنا ان التكاليف الباهظة للحفلات تمثل عائقاً امام الشبان"، لافتاً الى ان الهدف خصوصاً هو مساعدة العائلات الفقيرة. وتروّج منظمته لهذه الزيجات الجماعية في المساجد وعبر وجهاء الأحياء، وذلك يهدف ايضاً الى تفادي وقوع الشباب الافغاني في اغواء العلاقات الجنسية من دون زواج. ويزداد الطلب بشكل كبير لهذا النوع من الزيجات. فقد جمعت مناسبة اولى من هذا النوع 44 ثنائياً، وأقيم حفل ثان قبل ايام، جمع نحو مئة ثنائي، اضافة الى "200 ثنائي على قائمة الانتظار" بحسب حسن نظيم.