شيعت الطائف في موكب مهيب أمس «الجمعة»، فقيدها العريف عبدالمغني الثبيتي، الذي اغتيل فجر «الخميس» على يد موقوف من «الفئة الضالة»، وُوريَ الجثمان في مقبرة الفراش، جنوب محافظة الطائف، عقب الصلاة عليه في مسجد عبدالله بن العباس وسط حضور كثيف للمشيعين من أهل القتيل وزملائه الذين حضروا لأداء صلاة الميت بعد صلاة ظهر الجمعة. وسجلت الساحات الخارجية لمسجد ابن عباس ازدحاماً كبيراً، إذ توافد المئات من المواطنين لأداء الصلاة على «القتيل» بينهم رجال أمن ومسؤولون من المحافظة حتى تم دفنه في المقبرة الواقعة بقرية القتيل. وروى فهد الثبيتي، شقيق زوجة القتيل، ل «الحياة» أن والدتهما وشقيقتهما اللتين تقطنان في منزل واحد يقع في شارع التلفزيون، لازلن حتى أمس يتلقين حقن المهدئات جراء هول الصدمة التي خلفتها حادثة الاغتيال الغاشم، التي نفذتها أيدي غاشمة، ملوثة بأفكار مسمومة لا يقبلها دين ولا عقل ولا منطق. وقال «بأي ذنب تقتل النفس البشرية الزكية من غير وجه حق!». وقال إن مقتل الشاب عبدالمغني على يد أحد عناصر «الفئة الضالة» ضاعف أوجاع والدته المسنة، التي تجاوزت عقدها السابع، وقد صعقتها المصيبة في فقد ابنها ما أدخلها في حال مؤلمة، وفقدت الوعي مرات عدة، وحال إفاقتها في كل مرة تشرع ودموعها في التدفق مملوءة بهموم السنين على خديها التي سطر الحزن وسمه ورسمه على تجاعيدها، وأضافت الحادثة إلى معاناتها جروحاً من الصعب اندمالها وتعافيها. وأضاف أن والدته تعيش سلسلة من الآلام منذ أن فقدت ابنها «عادل» في حادثة دهس، كما قضى زوجها وابنها «عبدالعلي» في حادثة مرورية قبل سبع سنوات، وجاءت هذه الحادثة لتزيد من أتراحها. وأشار شقيق الفقيد إلى أن الصفحة الأخرى من أبعاد هذا المصاب الجلل، تكشف عن سيدة ترملت، وتيتم أطفال صغار بعضهم رضع، فقدوا والدهم وشرخ الألم قلوبهم الغضة، وهم في مرحلة باكرة. وكان المتحدث الأمني في وزارة الداخلية اللواء منصور التركي كشف أول من أمس عن استشهاد العريف عبدالمغني الثبيتي، في سجن محافظة الطائف (التابع لإدارة المباحث العامة)، إثر اعتداء «مفاجئ» من أحد الموقوفين بالسجن، وأوضح في بيان أصدره (حصلت «الحياة» على نسخة منه) أنه «عند الساعة (05:15) من صباح أمس (الخميس)، وأثناء مباشرة رجال الأمن في سجن الطائف، الخاضع لإدارة المباحث العامة، لحريق في أحد عنابر السجن، تعرض العريف عبدالمغني عواض جويبر الثبيتي لاعتداء مباغت من الموقوف بالسجن لعلاقته بجرائم الفئة الضالة فهد بكر محمد هوساوي، وذلك أثناء محاولة إنقاذه من الحريق، ما نتج منه استشهاده، تغمده الله بواسع رحمته وأسكنه فسيح جناته وتقبله من الشهداء وألهم ذويه الصبر والسلوان». وأوضح البيان أنه اتضح أن الجاني فهد بكر هوساوي تعمد افتعال الحريق، بهدف الهرب من السجن. وأن الجهات المختصة باشرت استكمال إجراءات الضبط الجنائي والتحقيق في الجريمة. وعلمت «الحياة» أن العريف الثبيتي يبلغ من العمر 27 عاماً وهو متزوج ولديه ولدان وبنت. وترددت أنباء عن تعرض ضابط برتبة رائد أثناء الحادثة إلى إصابات طفيفة خلال محاولة القاتل الفرار من السجن بعد ارتكاب جريمته. وكان وزير الداخلية الأمير محمد ابن نايف وجه بمعاملة العريف الثبيتي شهيداً للواجب مع تقديم مبلغ مالي لأسرته، إضافة إلى تكفل الدولة بتسديد ديونه كاملة.