أعاد الهجوم، الذي نفذه بريطانيان مسلمان تعرفهما الاستخبارات الداخلية (ام اي 5) ، ذكريات هجوم ماراتون بوسطن، وعزز القلق من «خلايا سرية» معزولة التي تضرب اي مصالح في دول لها قوات في دول مسلمة. وتبين من تحقيقات مكثفة جرت طيلة ليل الاربعاء واستمرت الخميس ان احد الرجلين، اللذين قتلا الجندي درامر ريغبي (25 عاماً) قرب ثكنة بعد ظهر الاربعاء ينتمي وزميله الى جماعة «المهاجرون» المتشددة. وبعد مشاهد تم بثها على التلفزيون البريطاني، خصوصاً محاولة احد القاتلين فصل رأس الجندي بساطور، ثار البريطانيون وطالبوا باجراءات شديدة ضد المتطرفين. وذُكر ان اجهزة الأمن ستعيد تدقيق ملفات مئات المتطرفين غالبيتهم من المسلمين، وتم توقفين شخصين منهم (رجل وامرأة) أمس. وداهمت الشرطة منازل أقارب للمهاجمين في لندن وقرب مدينة لينكولن. وأشارت وسائل إعلام محلية إلى أن مايكل اديبولاجو والرجل الآخر، الذي ربما ولد في الخارج وحصل لاحقاً على الجنسية البريطانية، محتجزان في المستشفى بعدما أطلقت الشرطة عليهما الرصاص. وسارع كامرون الى ترؤس اجتماع للجنة الأزمات «كوبرا» ضمت رؤساء أجهزة الاستخبارات لتقويم الرد على ما وصفه بأنه «هجوم ارهابي». وقال أمام مقر رئاسة الوزراء «لن نستسلم أبدا للإرهاب بجميع أشكاله». وأضاف «لم يكن هذا مجرد هجوم على بريطانيا وعلى نمط الحياة فيها بل خيانة للإسلام والمجتمعات الإسلامية التي أعطت الكثير لبلادنا. ليس في الإسلام مايبرر هذ العمل المروع حقاً». وأعلن مراجعة للكيفية التي يتم فيها التعامل مع معلومات الاستخبارات خصوصاً أن اديبولاجو كان معروفاً بتوزيعه منشورات اسلامية متطرفة في ووليتش. وقال أنجم تشودري زعيم «المهاجرون» إن اديبولاجو كان يُعرف بين اقرانه على انه «مجاهد». وأضاف «اعتاد حضور بعض المظاهرات والانشطة التي اعتدنا تنظيمها في الماضي». و«المهاجرون» جماعة محظورة بموجب قوانين مكافحة الإرهاب منذ العام 2010 لكنها تنشط علانية تحت اسماء اخرى. وفي نيجيريا حيث يتحدر اديبولاجو قال مصدر حكومي إنه «لا دليل على أن المشتبه بهما على صلة بجماعات في غرب إفريقيا». وقالت مصادر مطلعة على التحقيق إن المشتبه بهما بريطانيان من أصل نيجيري وإن السلطات رصدتهما قبل شن الهجوم. وقال مقربون من أديبولاجو الذي شرح في اللقطات المصورة دوافع شن الهجوم إنه نشأ مسيحيا ثم اعتنق الإسلام. وقال تشودري عن الهجوم «ليس من شأني أن أدينه أو أقره على ما فعل... اعتقد أنه إذا كان هناك من يستحق التنديد فإنها الحكومة البريطانية بسبب سياساتها. من الواضح تماما أنها هي السبب». وسادت البلبلة التحقيق أمس لكن الخبراء يخشون ان يكون منفذا العملية ازدادا تشدداً لتأثرهما بدعاية «القاعدة»، في ظاهرة تشكل كابوسا امنيا. واعتبر خبراء ان هذا النوع من المهاجمين المنفردين منعزل متأثر بمضامين منتديات الانترنت التي تنشر تسجيلات فيديو دامية لعمليات قطع رأس او اعدامات اخرى مصورة في سورية او افغانستان او العراق. وقارن الخبراء سلوك القاتلين اللذين انهالا على جسم ضحيتهما بسكاكين مطبخ وسعيا الى قطع رأسه باعمال متشددين اسلاميين في تسجيلات الفيديو الشائعة على الانترنت. وبات على على أجهزة الأمن تحديد ما اذا كان ينبغي توقع هجمات اخرى من الطراز نفسه. والهجوم هو الاول المنسوب الى اسلاميين منذ تفجيرات الحافلة ومترو لندن التي اسفرت عن مقتل 52 شخصا في 7 تموز (يوليو) 2005.