كشفت صحيفة «الأوبزرفر» الصادرة في لندن امس، أن منظمة خيرية بريطانية تخضع للمراقبة وسط مزاعم بأن بعض أموالها انتهى به المطاف في أيدي جماعة «بوكو حرام» الإرهابية المتهمة بقتل المئات في نيجيريا. وأوردت الصحيفة أن «جماعة بوكو حرام الإسلامية في نيجيريا، التي تقيم صلات وثيقة بتنظيم القاعدة، استهدفت الكنائس والمسيحيين في إطار سعيها إلى نشر الرعب في أنحاء البلاد، وذكرت تقارير محلية أن أجهزة الأمن النيجيرية تعتقد أن الأموال التي تجمعها المنظمة الخيرية البريطانية (صندوق جمعية المنتدى) تجد طريقها إلى الجماعة». وأضافت أن جمعية خيرية تحمل الاسم نفسه مقرها الرئيسي في لندن وتقوم بجمع الأموال لضحايا الكوارث في أفريقيا، وكانت أثارت جدلاً في الماضي بسبب استضافتها لرجال دين متشددين. وأشارت الصحيفة إلى أن اللورد ألتون أبلغ مجلس اللوردات أخيراً بأن هناك أدلة على ارتكاب جماعة بوكو حرام 600 جريمة قتل هذا العام، وطالب بحظرها في المملكة المتحدة كمنظمة إرهابية. وأشارت إلى أن اللورد ألتون أثار القلق في شأن روابط «بوكو حرام» في المملكة المتحدة مع وزير الدولة البريطاني للشؤون الخارجية اللورد هاول ولجنة الجمعيات الخيرية وشرطة العاصمة. ونقلت «الأوبزرفر» عن ناطقة باسم اللجنة المنظمة لعمل الجمعيات الخيرية أن الأخيرة «على علم بوجود بعض المخاوف في ما يتعلق بجمعية المنتدى، خصوصاً مزاعم أنها قدّمت الدعم المالي لجماعة بوكو حرام، وهناك جمعيات أخرى مسجلة بأسماء مشابهة لهذه المنظمة، وبالتالي فإن اللجنة غير قادرة على التأكيد في هذه المرحلة ما إذا كان هذا التجاوز يتصل مباشرة بمؤسسة خيرية مسجلة في المملكة المتحدة». كما نسبت إلى ناطق باسم شرطة لندن قوله: «نحن على علم بالمعلومات وعلى اتصال مع لجنة الجمعيات الخيرية، وفي حال برزت أدلة على ارتكاب جرائم جنائية فسنفتح تحقيقاً بالقضية، ولا يوجد هناك أي تحقيق للشرطة في هذه المرحلة». «الأولمبياد» من جهة أخرى، كشفت صحيفة «ديلي ستار أون صنداي» امس، أن أجهزة الأمن البريطانية أحبطت 30 مؤامرة «إرهابية» خلال دورة الألعاب الأولمبية التي استضافتها لندن من 27 تموز (يوليو) إلى 12 آب (أغسطس) من هذا العام. وأفادت الصحيفة بأن الاستخبارات البريطانية خاضت معارك من وراء الكواليس لحماية الألعاب الأولمبية والرياضيين المشاركين فيها، وقامت باعتقال مشبوهين في بريطانيا وأوروبا ومنطقة الشرق الأوسط بعد اعتراضها خططاً لضرب «أولمبياد» لندن. وأضافت أن جواسيس الاستخبارات البريطانية التقطوا أحاديث من غرف الدردشة على الإنترنت بأن متطرفين يخططون لشن هجوم على «أولمبياد» لندن بطائرة مخطوفة على غرار هجمات 11 أيلول (سبتمبر) 2001 في الولاياتالمتحدة، ووضعوا قائمة لاستهداف الرياضيين البارزين، مثل العداء الجامايكي يوسين بولت والعداء البريطاني - الصومالي الأصل محمد فرح. وأشارت الصحيفة إلى أن المتآمرين يُعتقد أنهم من متطرفي تنظيم «القاعدة» ومن بينهم صوماليون استاؤوا من مشاركة فرح (29 سنة) في عداد الفريق البريطاني، وشنت الاستخبارات البريطانية عملية ضخمة لمواجهة المؤامرات اعتقلت بموجبها عدداً من المشبوهين، ووضعتهم رهن المراقبة على مدار الساعة بعد إخلاء سبيلهم سعياً وراء جمع المزيد من المعلومات عن شركائهم والخطط المستقبلية. ونسبت إلى مصدر أمني بريطاني قوله إن «المؤامرات كان بالإمكان أن تسبب كارثة لو نجحت، وقررنا التحرك على عجل بعد حصولنا على معلومات عن مؤامرة لتفجير طائرة مختطفة على غرار هجمات 11 أيلول في الولاياتالمتحدة». وأضاف المصدر «أبقينا المشتبهين في وضع لم يمكنهم من التحرك خلال أولمبياد لندن كي لا يتسببوا بوقوع أي ضرر». وأوردت الصحيفة إن خبراء بارزين في المركز المشترك لتحليل الإرهاب في جهاز الأمن الداخلي البريطاني (أم آي 5) لعبوا دوراً رئيسياً في مراقبة الوضع، كما شاركت في العملية وحدات من القوات الخاصة ومغاوير مشاة البحرية البريطانية وعملاء من جهاز الأمن الخارجي البريطاني (أم آي 6).