«فلنجرب هذا الرجل» كتاب للباحث الأكاديمي الراحل محمد معتوق صدر حديثاً عن دار الفرات. ينطلق الكاتب من أطروحة مفادها أن الحزب القومي جاهر بيمينيته في الخمسينات بالحدّة نفسها التي جاهر بيساريته في السبعينات. وراح الكتّاب القوميون الاجتماعيون يستعيرون من الفكرين الليبرالي والفاشي في مرحلة الخمسينات، ثم من الفكر الماركسي في السبعينات، ليدعموا ركائز خطابهم السياسي في كل مرة. فتسرّبت إلى فكر الحزب شوائب فاشية وليبرالية وماركسية شعبوية فاقمت من أزمة الفكر وعطّلته عن أداء دوره الريادي الذي رسمه سعاده له، وانحطّت بالممارسة السياسية الحزبية عن سويّتها الرفيعة التي تفهم السياسة أداةً لخدمة المصلحة القومية لتصبح في بؤسها أداةً لخدمة مصالح فئوية تحكم الحزب وتذهب به تارة إلى اليمين وطوراً إلى اليسار. ولد محمد معتوق عام 1950. انتمى إلى الحزب السوري القومي الاجتماعي العام 1970. منح رتبة الأمانة وتولى مسؤوليات عدة في الوطن والمملكة المتحدة، منها: عميد الثقافة، عضو رديف في المجلس الأعلى، وعضو في المكتب السياسي. تولى إدارة تحرير مجلة «البناء» الأسبوعية في عام 1973.عمل في مجلة «المجلة» الصادرة في لندن، ثم في القسم الاقتصادي في جريدة «الحياة» اللندنية. لم يمنعه عمله الصحافي من مواصلة دراسته الجامعية العليا، فحضر رسالة الدكتوراه ونالها عن أطروحة «دراسة نقدية لأنطون سعاده وتأثيره في الأدب والسياسة وتاريخ الفكر في الشرق الأوسط» في لندن عام 1992. درّس مادة الأدب الإنكليزي في الجامعة اللبنانية – الفرع الخامس والجامعة الأميركية للعلوم والتكنولوجيا. له دراسات وأبحاث في الشأنين القومي والديني، وترجم كتباً عدة منها «انحطاط الموساد» و «مارشالات نابليون». اقترن من الأديبة وصال خالد، التي وافاها الأجل عام 2005. وكانت مجلة «تحولات» أقامت أمس لقاء حول الكتاب في مركزها تحدث فيه الكاتب علي حمية بحضور جمع من المثقفين ودار نقاش في الختام.