بعد النجاح الذي حققه العام الماضي في مسلسل «الإخوة أعداء»، قرر الفنان صلاح السعدني إعادة تجربة المسلسلات التي تسلط الضوء على الحياة الاجتماعية من خلال مسلسل «القاصرات». وأكد السعدني ل «الحياة» أنه يرغب في تقديم أعمال تساعده على «زيادة وعي المشاهد ودق ناقوس الخطر»، مطالباً القائمين على صناعة الدراما التلفزيونية بالاهتمام بهذه النوعية من الأعمال، لأن دور الفنان الأساسي يتمثل في التوعية. وعن فكرة المسلسل، أوضح السعدني أنه يتطرق إلى زواج القاصرات اللواتي يُحرمن من التعليم، مشيراً إلى أن الظاهرة منتشرة في شكل كبير، خصوصاً في المجتمعات الريفية والقرى والصعيد، «لأنهم ينظرون إلى هذا الأمر من الجانب المادي فحسب، وكأن المال يجلب سعادة الزوجة». وأوضح أنه يجسد شخصية صعيدي يدعى عبد القوي، وهو رجل ثري يعشق الزواج من الفتيات الصغيرات، وتساعده في ذلك شقيقته عطر (داليا البحيري) التي تختار له زوجاته. وأشار السعدني إلى أن الشخصية صعبة، لأنها «تتميز بجانب كبير من الشر والشهوة وحب النفس والسعي وراء إرضائها من دون التفكير في الآخر أو معرفة السلبيات التي قد تنجم عن أفعاله»، موضحاً أنه يدخل في صراعات كثيرة ضمن أحداث العمل بخاصة في نهاية المسلسل، بعدما يحول الأمر إلى المحاكم بسبب الظلم وطغيان الشخصية. وأوضح السعدني أنه لمس ظاهرة زواج القاصرات عن قرب، خصوصاً أن والدته تزوجت وهي قاصر وأنجبت شقيقه الأكبر الكاتب الكبير الراحل محمود السعدني وهي صغيرة في السن وكانت تدور أحاديث أمامه في العائلة حول خطورة هذا الزواج وإلى أي مدى يؤدي الزواج في سن صغيرة إلى الطلاق. وأضاف: «هي بكل المقاييس كارثة، فماذا تعرف هذه الطفلة عن الدنيا ومسؤولياتها ومشاكلها حتى تجد نفسها في الوقت الذي هي فيه في حاجة إلى رعاية ترعى رجلاً وتنجب وتكون مسؤولة عن أطفال وهي لا تزال صغيرة بضفائر؟». مسلسل «القاصرات» يشارك في بطولته إلى جانب صلاح السعدني وداليا البحيري، كل من ألفت عمر، منة عرفة، عايدة رياض، عبير منير ونهال عنبر، وهو من تأليف سماح الحريري وإخراج مجدي أبو عميرة.