تشهد العلاقات السعودية - التركية المزيد من الترابط والتوثيق على كل الأصعدة على مستوى قيادات البلدين وتوافق وجهات النظر في معظم القضايا التي تهم الجانبين، وهو ما أكدته التقارير الخاصة بحجم التبادل التجاري بين المملكة وتركيا، التي أشارت إلى وجود ارتفاع في معدل الاستثمارات بين البلدين، وكذلك فتح المجال وتذليل العقبات أمام المستثمرين السعوديين الراغبين في الاستثمار في تركيا. ويكشف تقرير خاص بحجم التجارة البينية بين البلدين، أن هذا الجانب حقق نمواً كبيراً في الفترة من 2005 إلى 2008، ليصل حجمها إلى نحو 18.8 بليون ريال، إذ إن لدى المملكة وتركيا إمكانات لرفع مستوى التبادل التجاري القائم إلى مستويات أكبر، خصوصاً إذا ما تم الأخذ في الاعتبار أن البلدين تمكنا في العام 2010 من رفع حجم التبادل التجاري إلى 17.2 بليون ريال، من بينها 9012 مليون ريال صادرات سعودية، و8246 مليون ريال واردات تركية إلى المملكة. كما أن حجم التبادل التجاري بين البلدين بلغ خلال 2011 نحو 21747 مليون ريال، منها 12555 مليون ريال صادرات المملكة لتركيا، و9192 مليون ريال واردات، وبلغ عدد المشاريع المشتركة نحو 159 مشروعاً، منها 41 مشروعاً صناعياً، و118 مشروعاً غير صناعي برأسمال مستثمر بلغ 586,14 مليون ريال، حصة الجانب السعودي فيه 219,54 مليون ريال، أما حصة الجانب التركي فهي 326,86 مليون ريال والبقية لشركاء آخرين. وأشار التقرير إلى زيادة عدد الشركات المشتركة العاملة في البلدين واتجاهها إلى الاستثمار المباشر وغير المباشر في عدد من المجالات الاقتصادية، وهو الأمر الذي سيؤدي إلى زيادة حجم التعاون الحالي والمستقبلي إلى مستويات أكبر، خصوصاً أنهما ضمن مجموعة دول ال20 الدولية، ويعدان من بين أكبر الاقتصادات في دول المنطقة حالياً. تنشيط التجارة في الفترة المقبلة أوضح التقرير أنه تم افتتاح مكتبين ملحقين تجاريين للسفارة التركية في كل من الرياضوجدة سيكون لهما دور في تنشيط التجارة في الفترة المقبلة. ومن أبرز مجالات التعاون الصناعي والتجاري الذي يمكن لرجال الأعمال في البلدين التعاون فيها قطاع الدواجن واللحوم، إذ تعد المملكة سوقاً كبيرة لها، إضافة إلى قطاع المقاولات، خصوصاً مع إطلاق المملكة عدداً من المشاريع الكبرى التي يمكن للشركات التركية تنفيذها. وعلى رغم أن حجم تجارة تركيا مع دول العالم الإسلامي لا يتجاوز 25 في المئة من حجم التجارة التركية مع دول العالم، إلا أن الصادرات الصناعية تمثل حجر الزاوية في الصادرات التركية إلى المملكة، إذ تشكل 88 في المئة منها، كما أن هناك توجهاً تدعمه الحكومة التركية لرجال الأعمال السعوديين للاستثمار فيه يتمثل في مجالات الزراعة والغذاء وقطاعات السياحة والخدمات. وفي تصريحات لعدد من المسؤولين الأتراك أكدوا أنه سيرتفع حجم التبادل التجاري بين البلدين إلى نحو 20 بليون ريال خلال السنوات الخمس المقبلة. 51 في المئة ارتفاع في أعداد السياح شهد قطاع السياحة ارتفاعاً في عدد السياح السعوديين الزائرين لتركيا خلال العام الماضي 2012، إذ بلغ 200 ألف سائح بزيادة 51 في المئة، فيما بلغت الرحلات المغادرة من السعودية إلى الخارج 15 مليون رحلة سنوياً، 200 ألف منها إلى تركيا. يذكر أن آخر بيانات صادرة عن وزارة الثقافة والسياحة التركية لشهر كانون الثاني (يناير) 2013 أظهرت زيادة السياح السعوديين إلى تركيا بنسبة 81 في المئة، إذ بلغ عددهم 13 ألفاً و245 زائراً مقارنة بسبعة آلاف و311 زائراً في يناير من العام الماضي.