أكد رئيس الوزراء الصيني لي كيكيانغ أمس أن الصين وباكستان يجب أن تجعلا التعاون في مجال توليد الكهرباء أولوية بينما تسعى اسلام آباد إلى انهاء أزمة في الطاقة أدت إلى انقطاع الكهرباء لفترات وصلت إلى 20 ساعة يومياً وأصابت الاقتصاد بحالة أقرب الى الجمود. ووصل لي إلى العاصمة الباكستانية في ظل حراسة مشددة، في ثاني محطة له في أولى جولاته الرسمية منذ تولي المنصب في آذار (مارس) بعد أن زار الهند، خصم باكستان والصين. ورافقت ست مقاتلات طائرة لي مع دخولها المجال الجوي الباكستاني. وشملت الاجراءات الأمنية أيضاً إغلاق شبكات الهواتف المحمولة في المدينة. وباكستان من أولى الدول التي حولت دعمها الديبلوماسي من تايوان إلى الصين عام 1950. وقال لي في حفل غداء حضره رئيس الوزراء المنتخب نواز الشريف والرئيس الباكستاني آصف علي زرداري، يجب أن تظل الصين وباكستان «شريكتين جديرتين بالثقة». وفي مقابلة مع وسائل إعلام باكستانية، قال لي، لا تزال هناك «إمكانية كبيرة» أمام العلاقة بين البلدين. ونمت التجارة الثنائية العام الماضي إلى أكثر من 12 بليون دولار للمرة الأولى ويهدف الجانبان لزيادتها إلى 15 بليوناً خلال عامين أو ثلاثة أعوام. وقال لي: «يجب أن يركز الجانبان على تنفيذ مشروعات لها الأولوية في مجال الاتصالات والطاقة وتوليد الكهرباء وتعزيز بناء ممر اقتصادي بين الصين وباكستان». وأثار انقطاع الكهرباء في باكستان احتجاجات عنيفة وعرقل صناعات مهمة ما أدى إلى خسارة مئات الآلاف من الوظائف في بلد يعاني معدل بطالة مرتفعاً واقتصاداً متداعياً وفقراً منتشراً وعنفاً طائفياً وتمرد حركة «طالبان». وتوجد مشاريع مشتركة كثيرة في الطاقة والبنية التحتية في باكستان وتولت الصين تشغيل ميناء جوادار ذي الأهمية الاستراتيجية. وعند استكمال الميناء القريب من مضيق هرمز الممر المهم لشحن النفط، سيكون ممراً للطاقة والتجارة من الخليج مروراً بباكستان إلى الصين ويمكن أن تستخدمه البحرية الصينية ما يثير استياء الهند. وعرض لي هذا الأسبوع على الهند «مصافحة عبر الهيمالايا» وقال إن الصين والهند وهما أكبر دولتين في العالم لجهة عدد السكان، يمكن أن تصبحا محركاً جديداً للاقتصاد العالمي إذا تمكنا من تفادي النزاعات. وتتنازع الصين والهند في شأن مناطق كبيرة في الحدود الممتدة بينهما لمسافة أربعة آلاف كيلومتر ووقعت مواجهة استمرت لثلاثة أسابيع الشهر الماضي في هضبة بمنطقة الهيمالايا شهدت حرباً قصيرة ودامية بين البلدين عام 1962. وخاضت باكستان والهند ثلاث حروب كانت اثنتان منها حول كشمير. وردت الهند بحذر على مبادرات لي لأسباب من بينها صداقة الصين وباكستان. ومن جانبها فإن الصين قلقة في شأن علاقات الهند المتنامية مع الولاياتالمتحدة. وقال لي في إشارة محتملة إلى الهند والولاياتالمتحدة التي تثير غضب كثيرين بسبب غارات بطائرات من دون طيار على متشددين في باكستان: «أود أن أؤكد دعم الصين الثابت والمستمر لباكستان في جهودها للحفاظ على الاستقلال والسيادة وسلامة الأراضي». وتشهد العلاقات الأميركية - الباكستانية اضطراباً، خصوصاً أن الولاياتالمتحدة تعتزم سحب معظم قواتها من أفغانستان المجاورة عام 2014. وشكك العديد من المسؤولين الأميركيين في التزام باكستان بقتال المتطرفين منذ أن تعقبت القوات الأميركية وقتلت زعيم تنظيم «القاعدة» أسامة بن لادن في بلدة قرب اسلام اباد قبل عامين. وأوردت وكالة «شينخوا» أن بكين تتطلع إلى تعاون عسكري «عملي» مع باكستان «التي تقف على خط الجبهة في قتال الارهاب الدولي». وأضافت في تعليق أن «العلاقات العسكرية ليست موجهة ضد أي طرف ثالث وتساهم في السلام والاستقرار في المنطقة والعالم أجمع». وانفجرت عبوة ناسفة على الطريق في جنوب مدينة كراتشيالباكستانية أول من أمس وقالت الشرطة إن الانفجار استهدف على ما يبدو شاحنة مارة كانت تنقل عمال ميناء صينيين. ولم يصب أحد في الهجوم.