إسلام آباد - أ ف ب - وقعت الصين وباكستان امس عقوداً، تتجاوز قيمتها العشرة بلايين دولار، خلال الجولة التي يقوم بها رئيس الوزراء الصيني وين جياباو في جنوب آسيا. ووقع وين ونظيره الباكستاني يوسف رضا جيلاني الاتفاقات رسمياً في فندق «ماريوت» بإسلام آباد الذي تعرّض لعملية انتحارية بشاحنة مفخخة أدت إلى مقتل 60 شخصاً عام 2008. وتضاف العقود إلى عقود بقيمة 20 بليون دولار وقعت اول من امس. وتمحورت زيارة رئيس الوزراء الصيني على تعزيز التجارة والاستثمارات في الدولة المسلمة النووية التي تتصدر الحرب الأميركية على القاعدة. وتعتبر باكستان الصين اقرب حلفائها، في حين تبدو الاتفاقات محلياً بالغة الأهمية في ظل اقتصاد متهالك تلقى ضرّبة قاسية بعد فيضانات كارثية هذه السنة، وتنقصه استثمارات أجنبية. وقال وزير الإعلام الباكستاني قمر الزمان كايرا إن البلدين وقعا 13 اتفاقاً ومذكرة تفاهم اول من امس في مجالات على غرار الطاقة وسكك الحديد وإعادة الإعمار والزراعة والثقافة. وأكد أن الصين وعدت بتمويل «كل مشاريع الطاقة في باكستان»، الأمر الذي اعتبره «إنجازاً كبيراً». وتعاني باكستان من أزمة طاقة حادّة، وتنتج 80 في المئة فقط من حاجتها من الكهرباء. ويُتوقع إجراء مفاوضات بعيداً من الأضواء حول بناء الصين محطة نووية بقوة جيغاوات واحد، في إطار سعي باكستان إلى إنتاج ثمانية آلاف ميغاوات من الكهرباء بحلول عام 2025، للتعويض عن نقص الطاقة لديها. وافتتح وين مركزاً ثقافياً بُني كصرح للصداقة الباكستانية - الصينية، كما سيجري محادثات مع زعيم المعارضة في البلاد نواز شريف وشخصيات رفيعة المستوى في الجيش الذي يعتمد على الصين في عتاده. وقال السفير الباكستاني في بكين مسعود خان إن «نتيجة الزيارة فاقت تطلعاتنا... إنه يوم تاريخي». وتعتمد باكستان على نفوذ الصين المالي والسياسي لصدّ التهديد الذي يأتي من الهند، وإنقاذ اقتصادها من عواقب الفيضانات الكارثية وأزمة الطاقة الحادة وضعف الاستثمارات الأجنبية. وقبل الوصول إلى باكستان زار وين الهند حيث وقّع ووفده المؤلف من 400 شخص عقوداً ترمي إلى زيادة التجارة بين البلدين إلى ضعفيها لتبلغ مئة بليون دولار بحلول عام 2015.