يخوض فريق الهلال السعودي مباراة حاسمة مساء اليوم أمام مضيفه لخويا القطري في إياب دور ال16 من دوري أبطال آسيا، بعد أن خسر مواجهة الذهاب بهدف من دون رد، وهو ما جعل مهمته تزداد صعوبة في ظل بحثه عن الفوز ولا شيء غيره، وهو يلعب خارج الديار وبعيد عن أنظار جماهيره. الهلال ظهر بصورة باهتة في المباراة السابقة، وهو ما أثار حفيظة عشاقه التي باتت تطالب بتغييرات جذرية على المستوى الإداري والجهاز الفني، وحاول المدرب الموقت الكرواتي زلاتكو في الأيام التي أعقبت مباراة الذهاب إبعاد اللاعبين عن الضغوط من خلال إغلاق التدريبات والتركيز على تصحيح الأخطاء الفنية، وإعادة الحسابات في بعض العناصر الأساسية، كما أن الجهاز الإداري ابتعد هو الآخر عن التصاريح الإعلامية، وتفرغ للبحث عن أسباب الإخفاق في مواجهة الرياض. الكرواتي زلاتكو فشل في رسم المخططات الفنية في الموقعة الماضية، عندما بالغ في التحفظ الدفاعي، وتخلى عن المهاجمين تماماً في الشوط الأول، وهو ما منح لخويا فرصة الضغط على المرمى الأزرق والعودة بنتيجة إيجابية، ولن يكون أمام الكرواتي خيار سوى الاعتماد على الشق الهجومي منذ الصافرة الأولى كون التعادل لا يختلف عن الخسارة في حسابات التأهل، ومن المنتظر أن يستعين بالكوري الجنوبي يوبيونغ وياسر القحطاني في خط المقدمة منذ البداية، مع تحرك البرازيلي ويسلي خلفهما في حال الهجمة، مع وجود نواف العابد على الطرف الأيسر وسالم الدوسري على اليمين لزيادة الضغط الهجومي على مرمى أصحاب الديار، فيما توكل مهمة المساندة الدفاعية للكولومبي غوستافو، ولن يكون لمحمد الشلهوب وسلمان الفرج حضور في قائمة الفريق الأساسية، إذ يعاب على الأول البطء، فيما يبالغ الثاني في الاستعراض المهاري الذي تسبب في أهدار جهود زملائه اللاعبين على أرض الميدان. الهلال أمام حسابات صعبة لا تقبل غير الفوز بأكثر من هدف، والجماهير الزرقاء تضع الأيادي على القلوب، خصوصاً أن اللاعبين أظهروا لا مبالاة في المباراة السابقة، والمدرب مطالب بالتعامل الصارم مع بعض اللاعبين غير القادرين على خدمة الفريق، فهناك أسماء باتت عالة على المنظومة الزرقاء، وغيابها أفضل بكثير من حضورها في مثل هذه المواجهات المصيرية، وتكاد تخلو دكة الاحتياط من الأوراق الرابحة، فجل العناصر البديلة لا تملك أية حلول ترجح كفة الفريق، فسعد الحارثي ومحمد مسعد ويحيى المسلم ومحمد نامي أقل بكثير من طموحات الجماهير الهلالية. وعلى الطرف الآخر، يحاول مدرب لخويا البلجيكي غيريتس تكرار تفوقه على فريقه السابق، ووضع لخويا بين فرق دور الثمانية في البطولة الآسيوية للمرة الأولى، وقدم الفريق في المباراة السابقة صورة رائعة في الانضباط التكتيكي والتحرك المدروس طوال ال90 دقيقة، إضافة إلى الحماسة والجدية من اللاعبين. أجندة غيريتس عامرة بالأسماء الثقيلة في المراكز كافة، وإن كان التونسي يوسف المساكني يشكل القوة الحقيقية، إضافة إلى المهاجم السنغالي أسيار ديا، ومارتن مارتينيز وعادل لامي وخالد مفتاح، ومحمد موسى والجزائري مجيد بوقرة، كما أن عودة سبيستيان سوريا ستدعم صفوف الفريق لما يملك من خبرة عريضة وقدرة هائلة على التسجيل، بعد أن غيبته الإصابة عن المشاركة في المباراة السابقة، ومتى ما واصل فريق لخويا الروح ذاتها التي ظهروا بها في مباراة الرياض، فلن تكون مهمتهم صعبة في تكرار الانتصار وتحقيق الإنجاز ببلوغ دور الثمانية من البطولة الكبرى.