شُيع أمس، مؤسس ورئيس شركة اتحاد المقاولين (CCC) سعيد خوري إلى مثواه في بيروت التي أحبها، في مأتم رسمي مهيب ترأسه متروبوليت بيروت للروم الأورثودكس المطران الياس عوده، وشارك فيه حشد من الشخصيات اللبنانيةوالفلسطينية وفي مقدمهم رئيسا الحكومة اللبنانية تمام سلام والفلسطينية رامي حمد الله ممثلاً الرئيس محمود عباس ورئيس كتلة «المستقبل» النيابية الرئيس فؤاد السنيورة وبمشاركة ممثلين عن بطريرك أنطاكية وسائر المشرق للروم الأرثوذكس ومطارنة بغداد والكويت والقدس وفيلادلفيا والأردن. واستعيدت مسيرة حياة خوري الحافلة بالكفاح والمبادرات والنجاحات من خلال كلمات رثت الراحل أمام حضور فاضت به كنيسة مار نقولا في الاشرفية، واستكمل تقبل التعازي به في قاعة مركز «بيال» في قلب بيروت. وأشاد عودة في عظة بإنجازات الفقيد وتحدث المطران بنديكتوس (القدس) عن فضائل الراحل وحبه لأرضه. وتحدث نجله توفيق عن والده «القدوة الحازمة»، وأكد صديق العائلة باسل عقل «عشق (صديقه) للبنان وانتصاره للحق والمظلوم ومساهماته في تطوير بلده فلسطين لا سيما مشروع تطوير بيت لحم». ثم تحدث حمد الله عن مؤسسته التي «ساهمت بصورة مباشرة في تنمية قطاعات السياحة والطاقة والإعمار والبنية التحتية». وقال الرئيس السنيورة في تأبين خوري: «نودع كبيراً من كبار هذا المشرق بعد رحلةٍ طويلةٍ له كانت حافلة بالعمل والكفاح وبالصبر والتحمل والمثابرة والمبادرة. انطلقت من صفد في فلسطين عام 1923 إلى العالم الرحب لتنتهي اليوم في لبنان البلد الذي طالما أحب وأراد أن يحتضنه ثراه. إلاّ أنّ هذه الرحلة لم تنته ولن تنتهي هنا. فتستمر رحلة المعلّم سعيد الإنسان حيّة نابضة في ضمائر أصدقائه ومحبيه وعارفيه ومواطنيه، مستندة إلى ذكراه العطرة، والى إنجازات كبرى حققها، ومؤسسات أطلقها وساعدها وصروح شيدها، وأشخاص كثيرين عمل على إقدارهم بمنحهم فرص التعلم والعمل». واستعاد «نجاحه في تطوير تقاليدَ مؤسساتية في شركة «اتحاد المقاولين» التي أسسها مع صديقه ونسيبه حسيب الصباغ وزميلهما كامل عبد الرحمن في بيروت عام 1952 ». وذكر أن خوري بادر» فوراً إلى الاستجابة لطلبي في التعاون مع الحكومة اللبنانية لمواجهة تحدي الاجتياح والدمار الذي تسبب به العدوان الإسرائيلي على لبنان عام 2006، حيث تبرع باسم شركة اتحاد المقاولين بترميم وإعمار مدرجات مطار بيروت الدولي». وقال: «أسس سعيد خوري مع عدد من صحبه ممن آمنوا وحملوا لواء القضية الفلسطينية عدداً من المؤسسات الخيرية الفلسطينية ومنها مؤسسة التعاون التي عملت على دعم وتمويل المشاريع التنموية داخل فلسطين وفي مخيمات الشتات والتي كانت من أوائل الجمعيات الخيرية في العالم العربي التي تهتم بشؤون الفلسطينيين». وكان حمد الله زار صباحاً كلاً من رئيس المجلس النيابي نبيه بري وسلام يرافقه نائبه محمد عبد الله مصطفى، في حضور سفيري فلسطين لدى اليونان مروان الطوباسي ولبنان أشرف دبور. ونقل تحيات الرئيس عباس.