شيّع في بيروت أمس رجل الأعمال العربي حسيب صباغ، في مأتم مهيب بمشاركة شعبية ورسمية لبنانية وفلسطينية، بينما دعت عائلته إلى «اكمال المسيرة عبر دعم القضية الفلسطينية والعربية». وتوافد المشيّعون منذ الصباح إلى مطرانية بيروت للروم الكاثوليك لوداع «المعلم حسيب» الذي رفع عالياً لواء القضية الفلسطينية جاعلاً خدمتها من أولوياته وكذلك أن يكون دوماً إلى جانب لبنان الوطن الذي أحب. وتقدم المعزين رئيس الحكومة اللبنانية سعد الحريري ونجل الرئيس الفلسطيني ياسر محمود عباس إلى جانب عشرات الشخصيات السياسية الفلسطينية واللبنانية. ورأس القداس لراحة نفسه البطريرك غريغوريوس الثالث لحام الذي قال في عظته: «فقدت كنيستنا الرومية الملكية ابناً من أبنائها البررة، الذي بقي أميناً لإيمانه ولانتمائه الكنسي وواقفاً مشاريع الخير والعطاء قدراً كبيراً من ثمرة تعبه». وقال الحريري الذي رافقه النائب السابق باسم السبع ومدير مكتبه نادر الحريري والمستشاران محمد شطح وهاني حمود، بعدما قدم التعازي: «كان الراحل صديقاً لوالدي ورجلاً كريماً وطيباً، كما كان قومياً وعربياً خسره العالم العربي، ونأمل بأن يدخله الله فسيح جناته». وأضاف: «لطالما تمسك حسيب صباغ بمبادئه العربية والقومية، وكان دائماً في طليعة المساعدين لأي قضية تهم العرب، كما كان الصديق الصادق للوالد، وإنشاء الله يكون كلاهما اليوم في الجنة». أما عضو المجلس التشريعي الفلسطيني حنان عشراوي فقالت: «نحن نودع رجلاً كان له وقع كبير، تعامل مع الجميع بحميمية، حمل الهم الفلسطيني لكنه أيضاً طوّر الواقع الفلسطيني». وأضافت: «لبنان كان وطنه الثاني فعلاً. صحيح أنه تجذر في فلسطين لكن ثماره كان لها وقع على العالم». وقال النائب مروان حمادة: «عرف حسيب صباغ منذ البداية أن المعركة الحقيقية مع العدو الصهيوني هي معركة وجود، معركة كفاء ومعركة إبداع، وكان في كل هذه الأمور هو المبدع». وقال صديق الراحل باسل عقل: «فقدنا علماً كبيراً، ولو كل فلسطيني أعطى لوطنه فلسطين وضحى من أجلها، كما فعل حسيب صباغ لربما كانت نكبتنا أقل بكثير حجماً مما هي الآن». وأضاف: «حسيب صباغ أعطى ما لديه لفلسطين وفلسطينتيه كانت هي حسيب صباغ».