يقضي مليون ونصف مليون حيوان، من طيور وأسماك وحيتان وسلاحف، سنوياً ضحية النفايات البلاستيكية التي تخلَّف في المحيطات. والمشكلة مرجحة للتفاقم، كما تؤكد لورانس موريس، إحدى المسؤولات في المعهد الفرنسي لبحوث التنمية (ايرد) في العاصمة الإكوادورية كيتو. وتحذر الدراسات الأخيرة ل»إيرد» من خطر يسمى «القارة السابعة»، وهو «جزر» تشكلها النفايات التي تعوم في المحيط الهادئ والأطلسي والهندي. وتشير لورانس موريس إلى أن «30 في المئة من الأسماك في شمال المحيط الهادئ ابتلعت مواد بلاستيكية خلال حياتها». ويضم هذا المحيط أكبر «جزيرة» نفايات بلاستيكية رصدت حتى الآن. ففي عام 1997 رصدت للمرة الأولى بين سواحل كاليفورنيا وهاواي. وتضاعف حجمها ثلاث مرات منذ ذلك الحين، ليصل اليوم إلى حوالى 3,5 مليون كيلومتر مربع، أي سبع مرات مساحة فرنسا. وتنمو «هذه الجزيرة» سنوياً ب»80 ألف كيلومتر مربع»، كما تؤكد الباحثة الفرنسية المتخصصة في الكيمياء المائية. هذه «الجزر» التي تجرفها التيارات البحرية تعلق في دوامات المحيطات من دون أي إمكان لتتحلل في شكل طبيعي. وتؤكد موريس أن الزجاجة البلاستيكية «لن تتحلل لأن البكتيريا والطفيليات لا أثر لها على البلاستيك»، موضحة أن أكثر من 80 في المئة من البلاستيك الذي تتألف منه هذه النفايات هو مادة ال»بوليثيلين»، وهو زهيد الثمن وصلب.