انتشر مجسم لحمار بالحجم الطبيعي أخيراً في أنحاء من القاهرة. حمار مزيَن برسوم ملونة مختلفة. ظن البعض أن الأمر ربما يحمل نوعاً من الإسقاط السياسي، يخص المرحلة الراهنة، كون الحمار مرادفاً للغباء أو عدم الحكمة في أدبيات السُباب الإنساني... ظهرت هذه الحمير الملونة على مداخل عدد من قاعات العرض، كما رُصد وجودها داخل بعض الجامعات والمدارس والفنادق والمؤسسات الثقافية في وسط القاهرة. كان الأمر مثيراً للتساؤل، غير أن رغبة البعض في إلصاق هذه التهمة بمعارضي الرئيس تداعت حين عرفت هوية هذه الحمير المدهشة، فهي نتاج ورشة عمل ضمن سياق مهرجان «قافلة الفنون» السنوي الخامس الذي أقيم بمشاركة عدد كبير من الفنانين المصريين والأجانب وبرعاية كنيسة سان جون التاريخية في حي المعادي جنوبالقاهرة. نظِم المهرجان تحت عنوان «في سلام ومحبة»، واتخذ الحمار رمزاً، إذ لوّن المشاركون فيه عدداً كبيراً من مجسمات هذا الحيوان. ويسعى المهرجان، كما يقول منظموه، إلى استخدام الفنون المختلفة سبيلاً للتبادل والتواصل بين العقائد والحضارات والثقافات المختلفة. ويقام على مدار أسبوع برعاية السفارتين السويسرية والبريطانية في مصر، ودعم عدد من نجوم المجتمع والشخصيات الدينية من مسلمين ومسيحيين. ويركز أساساً على الفنون البصرية والآداب وعروض الأفلام والموسيقى. وكان النشاط التشكيلي هو الأبرز بين فعاليات المهرجان، فقد دُعي للمشاركة فيه أكثر من 45 فناناً. وهي المرة الأولى التي يعتمد فيها المشاركون على المجسمات الملونة للحيوانات، باعتبارها أحد أشكال التعبير المستخدمة في كثير من المهرجانات حول العالم. وأتيح لكل مشارك القيام بتلوين مجسمين تم إعدادهما خصيصاً لهذا الغرض. صنعت المجسمات من الألياف الزجاجية، وهي من تصميم الفنان المصري رضا عبدالرحمن، مفوّض هذه الدورة، والذي فسر اختيار الحمار هذه السنة بأنه يرمز إلى السلام في الديانتين المسيحية والإسلامية وورد ذكره في الإنجيل والقرآن. شارك في المهرجان فنانون من سويسرا وفرنسا والنروج وبريطانيا وبولندا وجنوب إفريقيا والولايات المتحدة والدنمارك ومصر، وتنوعت معالجاتهم لسطح المجسم بين الرسم والتلوين والقص واللصق «كولاج». وسيؤول عدد كبير من المجسمات التي أنجزت في الورشة إلى جمعيات خيرية، أما الجزء الذي وزع على أماكن التجمعات المختلفة في القاهرة فسيتم اختيار نماذج منه للمشاركة في عدد من معارض التبادل الثقافي خارج مصر.