لأن الفن يشكل جسراً للتواصل بين ثقافات الشعوب، ويحمل رسائل وأحاسيس قد يصعب نقلها باللغات الحية، أطلقت ورشة «سوا» للفنون البصرية، بالتعاون مع الفنانة الألمانية سوزان هفونا، مشروع «احتفل بالحياة... أحبك يا مصر» الذي يضم ورشة عمل تعتمد على نقل التجربة المصرية والتعبير عن ثورة المصريين إلى بلدان أخرى أجنبية وعربية. وتحت شعار «يمكنك أن تحكي قصة حياتك للعالم»، اجتمع أكثر من 60 شخصاً للتعبير عن أفكارهم وخبراتهم وآمالهم في شأن مصر، من خلال وسائط فنية متعددة. ويتمحور المشروع حول تنفيذ مجموعة من الخيام، المصنوعة يدوياً، لتعبّر كل خيمة عن فكرة محددة يقوم بتنفيذها المشاركون بأسلوب فني، سواء بالرسم أو التلوين أو الكتابة أو الخياطة، وبذلك تصبح الخيمة هي الركيزة التي يقدم المشاركون من خلالها قصص حياتهم. يشير مدير الورشة، الفنان السوداني أمادو الفادني، إلى أن الاختيار وقع على نموذج الخيمة كونها أحد الأشكال التي تتميز بها مصر، باعتبارها مستوحاة من «الصوان» (خيمة من السجاد والبسط) المستخدم في حفلات الزفاف، كما من سرادق العزاء، ويمكن نقلها من مكان إلى آخر بسهولة، بل إنها في حد ذاتها رمز للتنقل. والهدف من المشروع، كما يقول، هو كسر الصورة النمطية التي يختزنها بعض الغرب عن المصريين والعرب. ويؤكد الفادوني أن هذه الخيام، والتي تشتمل كل واحدة منها على مجموعة من الفنون، سترسل في جولة حول العالم، لتعرض في «ركن المتحدثين» في حديقة هايد بارك في لندن لثلاثة أيام، ثم ستنتقل إلى أبو ظبي، لتعود بعدها إلى القاهرة، قبل أن تشد الرحال مجدداً إلى سيدني - أستراليا، ما يتيح لأشخاص من ثقافات مختلفة التفاعل مع الخيام، كما يتيح للمشاركين نقل رسائلهم الشخصية والتواصل مع الآخرين عبر الحدود. اختارت الفنانة السودانية سبنا أحمد، وهي إحدى المشاركات بالمشروع، مع مجموعتها، شعار «من أنا» ليبنوا حوله خيمتهم، إذ سيعبرون بأسلوب فني عن حلم الشعب المصري بالعيش في سلام واستقرار ونبذ التفرقة العنصرية والطائفية. أما الشاب المصري عبدالعزيز محمد، فيوضح أنه لم يكتفِ بمشاركته في ميدان التحرير في أثناء الثورة، وأنه يحرص على نقل رسالة الثوار من طريق الفن، ليذكّر بمظاهر الفساد في مصر والتي قامت ضدها «ثورة 25 يناير»، إضافة إلى الدفاع عن ذكرى شهداء الثورة ورغبته في نفي الإشاعات التي ترددت عنهم في تلك الفترة.