شهدت الساحة التشكيلية السعودية هذا العام زخما كبيرا من الأنشطة التشكيلية، حيث أقيمت العديد من المعارض التشكيلية المشتركة التي ضمت فنانين من مختلف أنحاء المملكة والمعارض الخاصة التي دعمت الحراك التشكيلي في كافة المناطق، فضلا عن المعارض الشخصية والمشتركة خارج حدود الوطن. أبرز الأحداث التشكيلية التي يمكن رصدها خلال العام الماضي هو حل الجمعية السعودية للفنون التشكيلية بعد أن فشلت في استقطاب الأعضاء، حيث برزت المشاكل والمهاترات طوال السنوات الأربع التي تلت التأسيس دون تقديم أي نشاط تشكيلي يذكر أو تنظيم معرض أو ندوة فنية. وشهدت ساحة الفن التشكيلي تفاعلا كبيرا مع الأحداث الوطنية الكبرى وكذلك الأحداث الطارئة، وحلت سيول جدة عنوانا للكثير من المعارض التشكيلية والورش الفنية من كافة أنحاء المملكة، ففي المنطقة الشرقية أقيمت ورشة تشكيلية لمدة ثلاثة أيام، تلاها معرض تشكيلي ضم نحو 80 عملا وخصص ريعها لضحايا سيول جدة.وزير الثقافة والإعلام الدكتور عبدالعزيز خوجة أطلق العديد من المعارض التشكيلية، كان من أهمها معرض الفنان المغربي محمد الشهدي الثامن الذي قدم فيه تجربته الجديدة في المزاوجة بين الحرف العربي والأعمال التشكيلية التصويرية بطرق إبداعية. الوزارة أطلقت مجموعة من المسابقات كان من أهمها مسابقة الفن السعودي المعاصر والتصوير الضوئي، إضافة إلى مسابقة السفير الفوتوغرافية والتشكيلية ومسابقة ملون السعودية. وعلى الصعيد الخارجي، شهدت القاهرة تظاهرة كبرى للفن التشكيلي السعودي، حيث احتضن قصر الفنون في دار الأوبرا المصرية نحو 300 لوحة ومجسم فني ل 24 فنانا سعوديا في معرض حمل اسم «إبداعات سعودية معاصرة»، بالتعاون بين قطاع الفنون التشكيلية في مصر وأتيليه جدة للفنون الجميلة في السعودية. وشاركت الفنانة علا حجازي بورشة تشكيلية عالمية في ألمانيا قدمت فيها خلاصة تجربتها بواقع عشرة أعمال اقتنيت في المزاد العلني الذي أقيم في نهاية الورشة. وشارك كل من: نهار مرزوق، محمد الرباط، وأمل فلمبان في معرض سعودي كويتي مشترك في دولة الكويت. وشهدت مشاركة التشكيلي ناصر التركي والتشكيلية هدى العمر في الدورة ال 18 للمهرجان الدولي للفنون في جمهورية كوريا نجاحا كبيرا، وتم تكريمهما كسفراء للفن السعودي بتقديمهما جدارية تحمل عنوان «السفر إلى النور» تعبر عن رحلة بيضاء للسلام والحب والبعد عن الظلام والعداوة. ومن أبرز سمات العام الماضي فنيا، إعادة فتح بيت التشكيليين بعد إغلاقة أكثر من عامين، وإقامة المعارض الفنية المختلفة بعد أن تعاون عدد من الفنانات والفنانين باجتهادت شخصية للنهوض بالبيت ومعاودة مزاولة أنشطته التشكيلية. وشهدت الساحة التشكيلية نشاطا بارزا للمعارض النسائية، حيث نفذ أكثر من 20 معرضا شخصيا نسائيا على مستوى المملكة، إلا أن معرض الفنانة علا حجازي في مدينة الملك عبدالله الاقتصادية ومعرض فوزية عبداللطيف في صالة ترايترو جدة ومعرض منى القصبي في المركز السعودي للفنون التشكيلية كانت الأبرز؛ لجودة الأعمال وعمق التجربة الفنية المقدمة.